على إثر النجاح الذي حققته الديبلوماسية الاسبانية و جهود وساطتها في حل الأزمة الليبية السويسرية، سيقوم رئيس الوزراء الإسباني خوسي لويس رودريغث ثاباطيرو يوم الخميس، بزيارة لطرابلس يلتقي خلالها الزعيم الليبي معمر القدافي، حسب ما أفادت مصادر دبلوماسية إسبانية. وأضافت هذه المصادر أن الزيارة تأتي بدعوة من الرئيس الليبي الذي يريد حسب ما نقلته جريدة "لاراثون" توجيه الشكر إلى الرئيس ثاباطيرو، على مساعي الوساطة التي بدلتها ديبلوماسيته لحل الأزمة التي نجمت عن اعتقال نجل الزعيم الليبي من طرف السلطات السويسرية. وسيتدارس ثاباطيرو مع الزعيم الليبي مستقبل العلاقات بين البلدين و سبل توطيدها، في الميدان السياسي، الاقتصادي و التجاري. يذكر أنه في 13 من شهر يونيو الجاري، تم بطرابلس التوقيع على اتفاق بين ليبيا و سويسرا يضع حدا لنزاع دام أكثر من عامين، وكان الاتفاق بمثابة نجاح للديبلوماسية الاسبانية، التي بدل رئيسها ميغال أنخل موراتيونوس حجهودا حثيثة لإنهاء الأزمة بين طرابلس و جنيف. وقد اندلعت الأزمة بين الطرفين على إثر إلقاء السلطات السويسرية القبض على أنيبال القدافي نجل الزعيم الليبي، شرعت على إثره عملية شد وجذب بين الطرفين انتهت بقرار السلطات السويسرية إصدار لائحة سوداء باسم أزيد من 180 ليبي من بينهم الرئيس معمر القدافي و أفرادا من عائلته، و هو ما ردت عليه السلطات الليبية بمنع دخول التراب الليبي على كل مواطني الاتحاد الأوروبي في ندوة صحفية لوزير الخارجية. وقد أطلقت السلطات الليبية اثر الاتفاق رجل الأعمال السويسري ماكس غولدي الذي أمضى أزيد من أربعة أشهر من عقوبة السجن التي حكم بها بتهمة الإقامة غير القانونية، و كانت السلطات الليبية قد اعتقلت رجل الأعمال غولدي كرد على اعتقال سويسرا لنجل القدافي. الاتفاق المبرم بين ليبيا و سويسرا نص على تشكيل مؤسسة تحكيم لحل الخلافات العالقة بينهما، ومن المنتظر ان تضم المؤسسة التحكيمية قاض ليبي و قاض سويسري و قاض ثالث يقوم الطرفان باختياره.