افتتح اليوم الأحد 26 مارس 2017 في الخرطوم المؤتمر الدولي حول دور الحرف القرآني في تعزيز الوحدة الثقافية الإسلامية الذي تعقده المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو-، بالتعاون مع وزارة الثقافة في السودان، وجامعة أفريقيا العالمية، بحضور السيد إبراهيم محمود حامد، مساعد رئيس الجمهورية السوداني، والدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للإيسيسكو، والسيد الطيب حسن بدوي، وزير الثقافة، و السيد كمال محمد عبيد، مدير جامعة أفريقيا العالمية، وعدد من أعضاء الحكومة السودانية، وحشد من الباحثين والمثقفين والإعلاميين. وألقى الدكتور عبد العزيز التويجري كلمة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أشاد في بدايتها بالتعاون القائم بين الإيسيسكو وجامعة أفريقيا العالمية منذ أكثر من ربع قرن، والذي أثمر خلال هذه الفترة، عشرات الأنشطة التربوية والعلمية والثقافية التي تصبّ جميعُها في الارتقاء بالعمل الإسلامي المشترك، ووضع السبل الكفيلة بتحقيق التنمية الشاملة المستدامة للأمة الإسلامية، وإنجاز الأهداف المشتركة على مستوى العالم الإسلامي بوجه عام، وعلى مستوى القارة الأفريقية بوجه خاص. وقال إن الإيسيسكو أولت اهتماماً خاصاً بمشروع الحرف القرآني، وأفردت له موقعاً ثابتاً ضمن خطط عملها المتعاقبة على مدى الثلاثين سنة الماضية، ووضعت له أهدافاً ثابتة وأخرى استراتيجية، تتمثل في تنميط الحرف القرآني وتكييفه صوتياً وتقنياً لكتابة لغات الشعوب المسلمة المتعددة، والمحافظة على تراثها الحضاري، وتنمية لغاتها وثقافاتها وتمكينها من مسايرة الثورة العلمية والتقانية، ومحاربة الأمية وفق المنظور الثقافي المتسق مع عناصر الهوية وبالحفاظ على التنوّع الثقافي. وأشار إلى أن الإيسيسكو والمؤسسات المتعاونة معها، تستند في اهتمامها بهذا المشروع، إلى تراث ضخم وممتد عبر التاريخ لثمانين (80) لغة من لغات الشعوب المسلمة التي استعملت الحرف القرآني، وجعلت منه رمزاً لتنوع الأمة الإسلامية في إطار الوحدة، قبل أن يقوم المستعمر في منتصف القرن العشرين، بإحلال الحرف اللاتيني محله وإبعاده بالتدريج وحصره في مجالات التعليم الديني. وذكر أن من ثمار الجهود المتصلة التي قامت بها الإيسيسكو بالتعاون مع شركائها، وفي المقدمة البنك الإسلامي للتنمية، وجامعة أفريقيا العالمية، ومنظمة الدعوة الإسلامية، وجمعية الدعوة الإسلامية العالمية، وقطر الخيرية، وضعُ الأبجدية العربية الأفريقية التي أثبتت صلاحيتها، عبر الدورات التدريبية، لكتابة نحو ثلاثين (30) لغة أفريقية وآسيوية، قابلة للزيادة. وشهد البرنامج تطوراً ملموساً تمثل في حوسبة هذه الأبجدية واستحداث البرامج الطباعية الحاسوبية وبرامج تحويل النصوص من الأبجدية اللاتينية إلى الأبجدية العربية الأفريقية. وأعلن أن الإيسيسكو بالتعاون مع عدد من الشركاء وخاصة جامعة أفريقيا العالمية، ترجمت ونشرت عدداً من الكتب والرسائل التراثية والفقهية إلى عدد من اللغات الأفريقية، وأن المشروع قد اتسع وتم في إطاره استحداث دبلومين علميين، وسيط وعال، يؤهلان الدارسين للحصول على شهادتي الماجستر والدكتوراه، إلى جانب استحداث كراسي علمية للحرف القرآني في عدد من الجامعات الأفريقية والآسيوية.