انتقد رئيس اتحاد المراكز الإسلامية بكاطلونيا نور الدين الزياني الجدل الدائر حول منع الحجاب الكامل بكطالونيا في البنايات و المرافق البلدية، خاصة بعد قرار بلدية برشلونة إصدار مرسوم بهذا المنع. وفي تقديمه للأسبوع الثقافي المغربي ببرشلونة وصف زياني الذي يمثل أزيد من 32 مسجد، ب"الزائف" النقاش حول النقاب و البرقع وقال" لا المسلمين ولا الكطلان كانوا قد طرحوا الأمر حتى الآن". وقد كان عمدة بارشلونة الإشتراكي جوردي هيرو قد أعلن أمس أن بلديته ستمنع النقاب و البرقع في البنايات و المرافق البلدية، بعد توصله بتقرير قانوني من لجنة الهجرة. وستقوم البلدية بمنع كل الألبسة والأشياء التي تغطي الرأس و الوجه معا بإصدار مرسوم قانون من طرف العمدة، دون أن تجري مناقشته في المجلس البلدي. ولن يمس المنع الشارع العام و سيقتصر فقط على المرافق البلدية مثل المكتبات، الصالات الرياضية والأسواق البلدية. ورفض العمدة هيرو الإتهام الموجه إلى قرار المنع و الذي يعتبره انتهاكا لحرية العبادة، مؤكدا أن الحجاب الكامل يحبط جهود التفاعل الثقافي الذي تحركها بلديته. ويبدو غريبا هذا الموقف من العمدة الإشتراكي هيرو و هو المعروف بمواقفه التقدمية، خاصة و أن مسألة النقاب ليس مما عمت به البلوى كما يقول فقهاؤنا، وأن وجود حالات تعد على رؤوس الأصابع ليس مما يحتم الإسراع بتشريع منعه الذي انتشر في البلديات الكطلانية كالفطر، و من جهة أخرى كنا نربأ بالعمدة هيريو عن الوقوع في الاستغلال الانتخابوي للهجرة والإسلام. ولكن يظهر أن البرقع و النقاب يشكلان حصاني رهان لم يكن ليتخلف عن استغلالهما حتى أكثر السياسيين مروؤة وتقدمية، و يبقي غريبا أن جعجعة النقاب والبرقع لاتسمع إلا في بلديات كطالونيا المقبلة على الانتخابات الجهوية، و في هذا الصدد فإن تبرم أنغلادا من سطو باقي الأحزاب على خطاب تشكيلته اليمينية المتطرفة في ملفات الإسلام و الهجرة يحمل دلالة بالغة تشرح إلى حد بعيد ما يحدث في كطالونيا.