تنعقد اليوم الاثنين في مدينة برشلونة أولى جلسات "محكمة راسل من أجل فلسطين"، وهي محكمة شعبية ستقوم بمساءلة الاتحاد الأوروبي و الولاياتالمتحدةالأمريكية عن تواطئهما في استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية و حصار الشعب الفلسطيني. و تعرف هذه المحكمة الشعبية بمحكمة راسل، نسبة إلى أول محكمة من هذا النوع والتي أنشأها الفيلسوف البريطاني بيرنارد راسل للتحقيق في الجرائم التي ارتكبتها الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال حرب فيتنام، والتي مكنت من حشد دعم كبير للرأي العام لمساءلة الحكومة الأمريكية. و رغم عدم تمتعها بشرعية قضائية بموجب القانون الدولي، فإن "محكمة راسل من أجل فلسطين" تهدف للتأثير على الرأي العام والضغط على حكومات البلدان الأوروبية و إدارة الرئيس الأمريكي براك أوباما من خلال شخصيات نافذة مشاركة في المحكمة من أمثال الكاتب العام السابق للأمم المتحدة، بطرس بطرس غالي أو الفيلسوف الأمريكي ناعوم تشومسكي ورئيس الوزراء الهولندي السابق دريس فان أخت. و يعتبر القائمون على هذه المبادرة العالمية أن المجتمع الدولي، خاصة دول الاتحاد الأوروبي و الولاياتالمتحدةالأمريكية منحت إسرائيل غطاءا سياسيا لممارسة العدوان والحصار الاقتصادي على الشعب الفلسطيني. و يعتبر السيناتور البلجيكي الأسبق و عضو اللجنة التنفيذية القائمة على المحكمة بيير غالان، أن على أوربا مسؤولية كبيرة في استمرار الحصار على الشعب الفلسطيني و احتلال أراضيه، نظراً للاتفاقات التي تربطها بإسرائيل. "خذ على سبيل المثال موظفي الإتحاد الأوربي الذين يعدون تقارير حول انتهاكات إسرائيل للاتفاق التجاري بينها وبين الإتحاد الأوربي. لا أحد يتابع هذه الانتهاكات أو يفرض عقوبات على إسرائيل. إذا كانت أوربا لا تنتبه لمن يخرق اتفاقياتها فكيف ستنتبه للأمور الأخرى؟ نحن نعتقد أن تغيير الرأي العام الأوربي بإمكانه الضغط على الأممالمتحدة والإتحاد الأوربي بشأن ما تقوم به إسرائيل"، كما قال مؤخراً في تصريح للصحافة. و يأتي اختيار برشلونة لاستضافة الجلسة الأولى من المحكمة، و التي ستستمر إلى غاية يوم الأربعاء، على اعتبار أنها المدينة التي استضافت توقيع المعاهدة الأوربية مع الدول المتوسطية في العام 1995، بما يتضمن ذلك من بنود خاصة بحقوق الإنسان، المحرر، كما يتزامن انعقادها مع رئاسة إسبانيا للاتحاد الأوروبي. هذا و يعتبر القائمون أن هذه المحكمة محاولة جادة لكسر صمت المجتمع الدولي، استنادا للمقولة الشهيرة للفيلسوف راسل في العام 1966 خلال انعقاد الجلسة الأولى من محكمة جرائم الحرب عندما قال: "هذه المحكمة قد تمنع جريمة الصمت". و تهدف "محكمة راسل من أجل فلسطين" إلى تعبئة الرأي العام الدولي و تسليط الأضواء على فشل المجتمع الدولي وتغاضيه عن الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية.