تعتبر كثير من الأمهات الصابون المضاد للبكتيريا الأكثر أمناً لصحة أطفالهن، خاصةً أن الشركات المنتجة تروّج له بأنه يقضي على البكتيريا، وأكثر فاعلية من غسل اليدين والجسم بالماء والصابون التقليدي. الآن، حان الوقت للتخلص من هذه الخدع، لتتعرفي على تأثير هذا الصابون على صحة صغيرك!
ف 75% من الصابون السائل، و30% من الصابون الصلب المضاد للبكتيريا يحتويان على مادة كيميائية تسمى تريكلوسان كمكون أساسي، وهذا المكون كان يستخدم فقط في تجهيز المستشفيات، إلا أن صنّاع الصابون بدأوا في استخدامه في التسعينات، إلى أن تضخمت أرباح الشركات من هذا الاكتشاف، وتم استثمار النجاح بوضع هذه المادة في صور عديدة؛ كمصل جيل تطهير اليد، والمناديل المبللة، وجميع الأدوات المنزلية.
هيئة الغذاء والدواء الأميركية FDA أصدرت الدليل الإرشادي للاستخدام المنزلي لمادة التريكلوسان قبل عامين، ومنحت المصنعين الفرصة لتقنين استخدام تلك المادة، وإلا يتم سحب منتجاتها من الأسواق.
فهل الأمر خطير إلى هذه الدرجة؟ تعرفي على خطورة الصابون مضاد للبكتيريا من خلال الأسباب التالية:
لا يمنع انتقال العدوى
الصابون المضاد للبكتيريا ليس له فوائد صحية تختلف عن الصابون العادي، بحسب أبحاث قامت بها هيئة الغذاء والدواء الأميركية FDAعلى مدار 42 عاماً، وبذلك فهي لا تقي طفلك أو عائلتك من الأمراض كما تزعم الإعلانات الترويجية، خاصةً الفيروسات المتسببة في غالبية أعراض الإنفلونزا والبرد الموسمي، كما لم تظهر الدراسات أن الصابون المضاد للبكتيريا يقلل من انتقال العدوى.
تشير نتائج تلك الدراسات إلى أن عدد البكتيريا في يد الشخص بعد استخدام الصابون المضاد للبكتيريا لا تختلف عن الصابون العادي.
استخدام الصابون المضاد للبكتيريا يسهم في إنتاج بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن مادة التريكلوسان تسهم في تعزيز المقاومة لدى البكتيريا.
يتسبب في اختلال الغدد الصماء
يسهم هذا النوع من الصابون في اختلال الغدد الصماء، بحسب عدد من الدراسات التي أجريت على الفئران والضفادع، وجد أن مادة التريكلوسان تؤثر على النظام الهرموني لدى الحيوانات، ربما لا يكون التأثير نفسه على الإنسان، لكنه يشكل مصدر قلق من هذه المادة والتي قد تؤثر على الخصوبة والبلوغ المبكر وربما تؤدي إلى السمنة والسرطان.
يزيد فرص التعرض للحساسية لدى الأطفال
هناك أدلة علمية تؤكد أن لهذا الصابون تأثيراً على الأطفال الذين يتعرضون لهذه المادة لفترات طويلة، حيث تزيد من فرصة تعرضهم للحساسية، وربما يرجع ذلك إلى خفض معدل تعرضهم للبكتيريا المفيدة الضرورية لتحسين أداء الجهاز المناعي.
يخترق الجلد
المثير أيضاً أن هذه المادة تخترق الجلد وتسير في مجرى الدم بسهولة أكثر مما يعتقد، حيث وجد أثر مادة التريكلوسان في البول لدى 75% من الأشخاص الذين تم إجراء الاختبار عليهم