تم بعد صلاة عصر أمس السبت بالدارالبيضاء، تشييع جثمان رائد المسرح المغربي، الفنان الطيب الصديقي، في موكب جنائزي مهيب تقدمه مستشارا جلالة الملك محمد السادس ياسر الزناكي، وعبد اللطيف المانوني. وبعد صلاتي العصر والجنازة بمسجد طه، نقل جثمان الفقيد إلى مثواه الأخير بمقبرة الشهداء بالدارالبيضاء حيث ووري الثرى بحضور أفراد أسرة الفقيد، ووالي جهة الدارالبيضاءسطات والعديد من الفنانين ورجال الإعلام.
وبهذه المناسبة الأليمة ، تليت آيات بينات من الذكر الحكيم، كما رفعت أكف الضراعة إلى العلي القدير بأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يشمله بعظيم مغفرته ورضوانه، وأن يجعل مثواه فسيح جنانه وأن يثيبه الجزاء الأوفى عما أسداه لوطنه وللمسرح والفن عموما.
وتوجه الحاضرون بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبأن يقر الله جلت قدرته عين جلالته بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وأن يشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وبسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
حس إبداعي رفيع جسده على مدى نصف قرن
كما تضرع الحضور إلى العلي القدير بأن يتغمد بواسع رحمته الملكين المجاهدين جلالتي المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني، طيب الله ثراهما.
وكان جلالة الملك قد بعث ببرقية تعزية ومواساة إلى أفراد أسرة المرحوم عبر فيها جلالته، عن عميق التأثر وبالغ الأسى لوفاة الفنان المسرحي الطيب الصديقي.
وأعرب جلالته لأفراد أسرته ولكافة أهله وذويه ولأسرة الفقيد العزيز المسرحية والفنية الكبيرة، ولسائر أصدقائه ومحبيه، عن أحر التعازي وصادق المواساة في فقدان أحد رواد الفن المسرحي بالمغرب، المشهود له بالتألق والإبداع، والجرأة في التجديد، وبالتعريف بالمسرح المغربي عربيا ودوليا.
واستحضر جلالة الملك ما كان يتحلى به الراحل الكبير من حميد الخصال، ومن حس إبداعي رفيع، جسده على مدى نصف قرن، في أعمال مسرحية خالدة، سواء ككاتب أو كمخرج أو كممثل، حيث ظل رحمه الله، حريصا على استلهام مواضيع مسرحياته من عمق التراث الثقافي المغربي الأصيل، مما أكسبه إعجاب وتقدير جمهور واسع من عشاق فن المسرح في المغرب وفي الخارج.
يذكر بأن الفقيد الفنان الطيب الصديقي أسلم الروح إلى باريها، مساء أمس الجمعة بالدارالبيضاء، عن سن تناهز 79 عاما.