تجمع آلاف العراقيين في مظاهرات حاشدة بالعاصمة بغداد الجمعة، دعما لحركة الإصلاحات التي يقوم بها رئيس الوزراء حيدر العبادي لمحاربة الفساد الذي تعرفه مؤسسات الدولة منذ سنوات. وطالب المتظاهرون العبادي بالمزيد من الإجراءات لمحاسبة المقصرين وتحسين الخدمات. خرج آلاف العراقيين في العاصمة بغداد بعد صلاة الجمعة، لتقديم دعمهم لحركة الإصلاحات التي تقودها حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي ودعمها البرلمان لمكافحة الفساد وتدني الخدمات. في ساحة التحرير بالعاصمة بغداد، تجمع الآلاف، كعادتهم في الأسابيع الماضية، حاملين الأعلام العراقية، ومرددين هتافات عدة منها "بغداد لن تسكت بعد الآن"، و"كلهم حرامية (لصوص)". كما رفع المتظاهرون صورا لعدد من السياسيين الذين يتهمونهم بالفساد، وعليها علامة "إكس" (X). وفي إشارة إلى دعم العبادي، حمل متظاهرون صورا له كتب عليها "كل الشعب وياك (معك)"، ورددوا هتافات مؤيدة منها "يا حيدر سير سير (امض امض)، كلنا وياك في التحرير". وطالب عدد من المتظاهرين بتشكيل حكومة تكنوقراط. مظاهرات بالنجف والناصرية كما شهدت مدن أخرى أبرزها النجف والناصرية في جنوب البلاد، تظاهرات مماثلة، تخللها أيضا احتجاج على تردي مستوى الخدمات العامة. وكان مجلس النواب أقر في جلسة الثلاثاء بإجماع 297 نائبا حاضرا من أصل 328، حزمة اقتراحات حكومية لمكافحة الفساد وتحسين مستوى الخدمات، إضافة إلى حزمة إصلاحات برلمانية. وأتت هذه الخطوات بعد أسابيع من التظاهرات في بغداد وغيرها من مدن العراق، طالب خلالها المحتجون بتحسين الخدمات لا سيما المياه والكهرباء، ومكافحة الفساد ومحاسبة المقصرين. وتلقت هذه المطالب جرعة دعم مهمة الأسبوع الماضي مع دعوة المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني، الذي يتمتع بتأثير وازن في السياسة العراقية، العبادي إلى أن يكون "أكثر جرأة وشجاعة" ضد الفساد. ومن أبرز الإصلاحات الحكومية إلغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء و"المحاصصة الحزبية والطائفية" في المناصب العليا. ورغم الضغوط الشعبية ودعم السيستاني للإصلاح، إلا أن الطبيعة المتجذرة للفساد في العراق واستفادة معظم الأحزاب والكتل السياسية منه، قد تجعل من الصعب إحداث تغييرات جوهرية، بحسب عدد من المحللين. وحذر العبادي الأربعاء من أن مسيرة الإصلاح ومكافحة الفساد "لن تكون سهلة"، مشيرا إلى أن المتضررين منها سيعملون بجد "لتخريب كل خطوة".