قتل 19 شخصا على الأقل اليوم الثلاثاء 8 يوليو/تموز في أعمال عنف طائفية في مدينة غرداية جنوبالجزائر، والتي تشهد منذ ديسمبر مواجهات دموية بين سكانها من الميزابيين (أمازيغ إباضيين) وآخرين من الشعانبة (عرب سنة). تجددت الاشتباكات في منطقة غرداية (جنوبالجزائر) الثلاثاء والأربعاء بين السكان العرب الشعانبة السنة والأمازيغ الإباضيين، لاسيما بمدينة القرارة الواقعة شمال شرق غرداية، ما أدى إلى سقوط عدة قتلى وجرحى، بحسب ما أعلنت وسائل إعلام جزائرية. وأفاد مراسل فرانس24 في الجزائر كمال زايت، أن الوضع في غرداية حرج للغاية، مشيرا إلى أن المعلومات الواردة من هناك تتحدث عن سقوط 17 قتيلا على الأقل. وكتبت صحيفة "الخبر" على موقعها أن عدد القتلى بلغ 19. وأوضح مراسل فرانس 24 أن الرئاسة الجزائرية تعقد اجتماعا طارئا لمتابعة التطورات على الأرض، فيما تقرر انتقال وزير الداخلية، نور الدين بدوي، إلى غرداية في محاولة لوقف المواجهات الدامية ودعوة المتناحرين إلى العودة لطاولة الحوار. "الدولة الجزائرية هي المسؤولة" وفي تصريح لموقع فرانس 24، أكد نصر الدين شيخ بلحاج المتواجد في مدينة القرارة حيث وقعت اشتباكات عنيفة، أن المدينة تشهد انفلاتا أمنيا واضحا رغم تدخل الدرك الوطني. وقال بلحاج: "هناك عدة نقاط ساخنة داخل البلدة.. الشوارع شبه خالية". وبخصوص أسباب هذه المواجهات الدامية، قال نصر الدين الشيخ بن بلحاج إنها قديمة تعود إلى سبعينات القرن الماضي، موضحا أن عرب غرداية (الشعانبة السنة) لديهم قناعة بأن الأمازيغ (المزابيين الإباضيين) هم من يقف وراء معاناتهم. وقال إن "الدولة الجزائرية هي في الحقيقة المسؤولة عن كل ما يقع كونها لم توفر الإمكانيات ولم تخلق فرص عمل، ما أدى إلى تنامي الفتنة بين الطائفتين". من جهته، أعلن محمد بن أحمد، وهو مدير مكتب صحيفة "الخبر" في غرداية، أن القتلى سقطوا جراء إطلاق رصاص بأسلحة صيد، مشيرا إلا أن قوات الأمن عاجزة لغاية الآن عن وقف الاشتباكات المتقطعة بين الطائفتين وعلى استتاب الأمن بشكل دائم. هذا، وأفادت الصحافة الجزائرية بأن الاشتباكات اندلعت الخميس الماضي بعد الخروج من صلاة الفجر بكل من القرارة والثنية وقصر المليكة".