قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تنظيم "الدولة الإسلامية" حقق تقدما جديدا نحو مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا، رغم استمرار حملة التحالف الجوية ضد مواقعه، وتتقاسم السيطرة على المدينة وحدات حماية الشعب الكردية والقوات النظامية السورية. حقق تنظيم "الدولة الإسلامية" تقدما جديدا نحو مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا، رغم استمرار قصف التحالف لمواقعه والذي أوقع، حسب واشنطن، أكثر من عشرة آلاف قتيل في ظرف تسعة أشهر في سوريا والعراق. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن التنظيم المتطرف الذي بدأ هجوما عنيفا في 30 ماي في اتجاه مدينة الحسكة، وصل الليلة الماضية إلى مسافة 500 كيلومتر منها. وقال المرصد إن المعارك التي وقعت الأربعاء بين القوات النظامية والتنظيم "انتهت بسيطرة التنظيم على نقاط عسكرية عدة بينها سجن الأحداث ومحطة لتوليد الكهرباء" في محيط الحسكة. وتخللت العمليات العسكرية الأربعاء ست عمليات انتحارية نفذها التنظيم وأتاحت له إحراز التقدم. واستمرت المعارك اليوم في المنطقة نفسها التي استقدم إليها النظام تعزيزات. وتتقاسم السيطرة على المدينة وحدات حماية الشعب الكردية والقوات النظامية السورية. ومساء الخميس، فجر التنظيم المتطرف سيارة مفخخة قرب موقع للجيش النظامي في المنطقة الجنوبية حسب المرصد السوري الذي لم يدل بحصيلة. وانتقدت صحيفة "الوطن" السورية القريبة من السلطات في افتتاحيتها الخميس ما أسمته "تخاذل" الأكراد عن مساندة القوات النظامية في قتالها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية". وأدرجت الصحيفة هذا الموقف في إطار "أطماع بعض الأكراد السياسية والإقليمية وعمالتهم مع الأمريكيين والأوروبيين لتأسيس إقليم أو ما يسمى إدارة ذاتية تخولهم لاحقا تأسيس دولة على الأراضي السورية والعراقية"، مشيرة إلى وجود "مشروع لتقسيم سورية" يتصدى له الشعب والجيش السوريان. وقال الناشط آرين شيخموس المقيم في مدينة القامشلي الواقعة شمال شرق الحسكة والتي وصلها خلال الساعات الماضية عدد كبير من النازحين من الحسكة، "تتمركز وحدات الحماية في غالبية الأحياء الشمالية والغربية من المدينة ومحيطها". ولفت إلى أن هذه الأحياء "احتضنت بعض العائلات النازحة من الأحياء الجنوبية والشرقية خوفاً من تقدم التنظيم فيها أو تعرضها لقصف بالهاون". من جهة أخرى، ذكر شيخموس أن "الكهرباء قطعت عن المدينة بشكل كامل بالإضافة إلى الاتصالات" منذ سيطرة التنظيم على محطة الكهرباء أمس. وفي حال تمكن التنظيم الجهادي من السيطرة على مدينة الحسكة، ستصبح مركز المحافظة الثاني الذي يخضع لسيطرته بعد الرقة (شمال)، ومركز المحافظة الثالث الذي يخرج عن سيطرة النظام بعد الرقة ومدينة إدلب (شمال غرب).