قال علماء إن قردة الشيمبانزي يمكنها ان تفهم معنى الطهي وهي مستعدة لتأجيل التهامها للطعام النيء على الفور وحمله لمسافة ما حتى تقوم بطهيه واعداده. وتشير الدراسة التي نشرت الثلاثاء واستندت إلى تسع تجارب أجريت في محمية تشيمبونجا بالكونجو ونشرت في (بروسيدينجز اوف رويال سوسايتي بي) إلى ان قردة الشيمبانزي لديها القدرة العقلية المطلوبة للطهي ومنها التخطيط المسبق وادراك العلاقة السببية والقدرة على ارجاء عملية الاشباع. لكنها لم تتمكن من اشعال النار. ويقول فيليكس وارنيكين طبيب النفس التنموي بجامعة هارفارد الذي قام بالدراسة بالتعاون مع الكسندرا روزاتي انه اذا توفر لقردة الشيمبانزي مصدر حرارة "قد تتمكن من استخدامه للطهي."
ورغم ان ما خلصت اليه الدراسة قد يبدو مجتزأ إلا انها تدعم الفكرة القائلة بان الطهي يسرع التطور. وتوصل ريتشارد رانجهام من جامعة هارفارد منذ نحو عشر سنوات إلى ان الطعام المطهي أسهل في الهضم ويزيد نمو الأمخاخ الكبيرة لدى أسلافنا من أشباه البشر (استرالوبيثكس). ويقول رانجهام الذي لم يشارك في الدارسة انه اذا كانت الشيمبانزي لديها القدرة على الطهي فالأسترالوبيثكس كانوا كذلك أيضا على الارجح. ويضيف "هذا يشير الى انه بقدر قليل اضافي من القدرة العقلية كان من الممكن ان يجد الاسترالوبيثكس وسيلة لاستخدام النار في الطهي." وتثبت الادلة الاثرية ان الانسان بدأ في استخدام النار منذ مليون عام. وأكدت بعض التجارب التسع الحديثة نتائج دراسات لعلماء آخرين منها ان الشيمبانزي تفضل البطاطا الحلوة المشوية على النيئة. لكن تلك التجارب السابقة لم تختبر ما اذا كانت قردة الشيمبانزي لديها قدرة عقلية تمكنها من الطهي. وتمكنت تجارب أخرى من اثبات ذلك. فعلى سبيل المثال قدم العلماء للشيمبانزي حاويتين واحدة تطهي الطعام والاخرى لا تفعل. وأدركت قردة الشيمبانزي ان احدى الحاويتين تحول البطاطا النيئة الى مطهية. وباعطائها فرصة الاختيار بين الحاويتين اختارت الغالبية الحاوية "الموقد" التي تطهو وهو ما يعني انها فهمت وانتظرت طواعية حتى يتحول الطعام النيء الى طعام مطهي. ولم تضع القردة قطع الاخشاب التي اعطاها لها العلماء في الحاوية الموقد وهو ما ينم على انها فهمت فقط معنى طهي الطعام. والامر المدهش ان الشيمبانزي التي عادة ما تلتهم الطعام على الفور اختارت طواعية ان تقطع مسافة في الحجرة وتتجه الى الموقد لتطهو. وقال وارنيكين انه بعد ان قام القرد الاول بهذا تعجب الباحثون عما اذا كانوا قد عثروا على "شيمبانزي عبقري" لكن الباقين اثبتوا امتلاكهم لنفس القدرات وهي ادراك فكرة الطهي وتأجيل الاشباع. لكن ما لم تفهمه الشيمبانزي هو فكرة منح الاكرامية (البقشيش