افتتحت القمة الخليجية اعمالها الثلاثاء في الرياض، بحضور رئيس دولة غربية للمرة الاولى هو الفرنسي فرنسوا هولاند، فيما تواجه هذه الدول ازمات كبرى ابرزها في اليمن. وبدأ العاهل السعودي الملك سلمان الذي تستضيف بلاده القمة، الاجتماع بتلميح يكاد يكون واضحا الى ايران التي تعد البلد الخصم الرئيسي اقليميا لدول الخليج. ودان الملك سلمان التهديد الخارجي الذي يرمي الى بسط السيطرة والهيمنة على المنطقة من خلال التحريض الطائفي. وتشارك دول مجلس التعاون الخليجي باستثناء سلطنة عمان منذ اواخر اذار/مارس في حملة عسكرية لصد تقدم المتمردين في اليمن ووقف ما يعتبرونه محاولة ايرانية للسيطرة على هذه البلاد في شبه الجزيرة العربية. واعرب هولاند المشارك في الاجتماع عن القلق حيال "زعزعة الاستقرار" في اليمن مؤكدا "التزام فرنسا" الى جانب دول الخليج السنية. والرئيس الفرنسي الاشتراكي "ضيف الشرف" في القمة تلقى دعوة غير مسبوقة توجه الى رئيس غربي منذ انشاء مجلس التعاون الخليجي في 1981 ويضم السعودية والبحرين والامارات والكويت وعمانوقطر. واشادت دول الخليج بدءا بالسعودية بالحزم الفرنسي في المفاوضات مع طهران حول برنامجها النووي الذي يشتبه بانه يخفي غايات عسكرية. كما تخشى دول الخليج من احتمال التقارب بين ايران الشيعية والولاياتالمتحدة التي يزور وزير خارجيتها جون كيري السعودية الاربعاء. وشعرت دول الخليج بالقلق مرتين على الاقل، عندما قامت واشنطن بتبديل مفاجئ في موقفها حين بدت وكانها تخلت عن الرئيس المصري حسني مبارك في شباط/فبراير 2011، ثم في 2013 عندما عدلت في اللحظة الاخيرة عن التدخل عسكريا ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد اثر اتهامه باستخدام اسلحة كيميائية ضد شعبه. وقبل التوجه الى الرياض كان هولاند حضر الاثنين في الدوحة حفل توقيع عقد بقيمة 6,3 مليار يورو لبيع قطر 24 طائرة رافال فرنسية من صنع شركة "داسو افياسيون" الفرنسية. واعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الثلاثاء ان السعودية وفرنسا تبحثان في 20 مشروعا اقتصاديا بقيمة "عشرات مليارات اليورو" قد توضع اللمسات الاخيرة على بعضها "سريعا". ومن دون ان يسمي فرنسا، انتقد الرئيس الايراني حسن روحاني الدول الغربية "التي تتباهى ببيع اسلحة الى دول المنطقة بمليارات الدولارات" في وقت تشهد دول عدة فيها اعمال عنف. وتساءل "هل هذه هي الطريقة لايجاد وظائف في الدول الغربية؟ هل يتم توظيف عمال في مصانع الاسلحة بقتل اشخاص في بغداد ودمشق وصنعاء؟". بخصوص اليمن اكد هولاند لمضيفه السعودي في البيان المشترك "اهمية تطبيق قرار مجلس الامن الدولي 2216" الذي يطلب من المتمردين الشيعة الانسحاب من جميع المناطق التي سيطروا عليها منذ بدء هجومهم في تموز/يوليو 2014. كما يشاطر هولاند موقف دول الخليج حيال ضرورة تنظيم مؤتمر للسلام لاطراف النزاع اليمني "في الرياض"، فيما يرفض الحوثيون الشيعة وايران فكرة التفاوض في ظل النفوذ السعودي. وافاد مصدر قريب من الملف ان فرنسا قدمت الى التحالف العربي بقيادة سعودية معلومات عسكرية الطابع على غرار صور التقطتها اقمار صناعية في اليمن. وخطت السعودية خطوة باتجاه الاسرة الدولية باعلانها انها تتشاور مع شركائها في التحالف لوقف ضرب بعض المناطق في اليمن بهدف افساح المجال امام نقل المساعدة الانسانية. واعربت الاممالمتحدة عن القلق من العدد المتزايد للقتلى المدنيين متحدثة عن "كارثة انسانية" فيما تواجه البلاد نقصا حادا في الوقود يهدد عمل المستشفيات ونقل الاغذية. وفي حين تتعرض الحملة الجوية لانتقادات متزايدة، لا يرجح محللون موافقة التحالف على وقف تام لاطلاق النار. وتواصلت الغارات الجوية للتحالف بقيادة سعودية الثلاثاء مستهدفة مواقع للمتمردين في عدن ثاني مدن اليمن وفقا لسكان. وليلا اصيبت طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية باضرار جراء غارة على مطار صنعاء الدولي. والاثنين، اعلنت السنغال بعد طلب من الملك سلمان في مطلع نيسان/ابريل، عن ارسال 2100 عسكري الى السعودية للمشاركة في التحالف. ويلي قمة الرياض لقاء في منتصف ايار/مايو في الولاياتالمتحدة لقادة مجلس التعاون الخليجي مع الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي سيحال طمأنتهم حيال المفاوضات بخصوص ملف ايران النووي.