سجل قطاع السياحة بمراكش، انتعاشا ملحوظا تجسد من خلال تحقيق معدل نمو مرتفع خلال هذا الموسم، وتسجيل المؤسسات الفندقية لأداءات جيدة على الرغم من الشكوك التي انتابت مهنيي القطاع في بداية السنة. وحسب بلاغ للمجلس الجهوي للسياحة بالمدينة الحمراء فإن "تخوفات مهنيي قطاع السياحة في بداية الموسم سرعان ما تبددت ابتداء من شهر مارس الماضي، ليعود التفاؤل والثقة، ويستعيد النشاط السياحي إيقاعه تدريجيا منذ شهر مارس الماضي". وأوضح المصدر ذاته أنه، خلال شهر مارس الماضي، بلغت نسبة الملء ب60 مؤسسة فندقية بالمدينة من 50 إلى 93 في المائة (نوادي فندقية، فنادق 3 و4 و5 نجوم، مؤسسات فاخرة ورياضات). وبلغ عدد السياح الوافدين على المدينة، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الجارية، ما مجموعه 426 ألف و982 سائح وتسجيل مليون و238 ألف و467 ليلة مبيت بمعدل ملء إجمالي وصل إلى 45 في المائة. وقد سجل ارتفاع كبير على مستوى السياح الوافدين من السوق الألمانية خلال نفس الفترة (زائد 106 في المائة). من المرتقب أن تتعزز الطاقة الإيوائية الحالية بالمدينة وتعكس مؤشرات أخرى الانتعاش المسجل بالقطاع السياحي بالمدينة، من قبيل حركة النقل الجوي بمطار مراكش المنارة الذي سجل، خلال الثلاثة أشهر الأولى من السنة الجارية، عبور حوالي 975 ألف و456 مسافر. وبخصوص الجانب المتعلق بالاستثمارات السياحية، أوضح المجلس الجهوي للسياحة أن هذه الفترة عرفت تحقيق نمو ملحوظ وتنوعا على مستوى المشاريع. كما أنه من المرتقب أن تتعزز الطاقة الإيوائية الحالية بالمدينة بافتتاح عشرة وحدات فندقية جديدة تضم 2000 غرفة، ومن بينها وحدات فندقية راقية من قبيل "ماندارين الشرق" و"موفينبيك" و"راديسون" و"أكواميراج". من جهة أخرى، عززت المدينة الحمراء من عرضها على مستوى التسوق والترفيه والذي سيتقوى من خلال افتتاح "مينارة مول" و"أكوابارك بإدن أندلو" واللذين سيساهمان في تقوية تموقع مدينة مراكش كوجهة سياحية للعائلات. وجهة متميزة لاحتضان التظاهرات والأحداث الكبرى كما واصلت مدينة مراكش تأكيد إشعاعها كوجهة متميزة لاحتضان التظاهرات والأحداث الكبرى، حيث شهد شهر أبريل المنصرم والذي يوصف بذروة السنة، تنظيم أحداث استثنائية حظيت بتغطية إعلامية واسعة، من بينها تنظيم تظاهرة "بريتش بولو داي" بحضور شخصيات عالمية مرموقة من مختلف المجالات، ينضاف إلى ذلك حدث آخر حظي بمتابعة واسعة من قبل وسائل الإعلام الدولية وأشعل مواقع التواصل الاجتماعي، ويتعلق الأمر بإقامة لاعب كرة القدم النجم العالمي دافيد بيكام بمراكش التي اختارها للاحتفال بعيد ميلاده الأربعين رفقة أسرته وعدد كبير من الأصدقاء المشاهير من عوالم كرة القدم والسينما والموسيقى. وتتضمن أجندة المدينة الحمراء أحداثا وتظاهرات متميزة برسم 2015-2016 والتي ستجعل الأضواء تسلط أكثر على مدينة مراكش. وقد ذاع صيت المدينة وشهرتها، حيث يتجسد ذلك من خلال تصنيفها ضمن أفضل الوجهات السياحية العالمية. فبعد أن صنفت، خلال السنوات الأخيرة، ضمن الوجهات السياحية العالمية العشرة الأولى، توجت المدينة كأول وأفضل وجهة سياحية بالعالم خلال سنة 2015 من قبل الوكالة المتخصصة في الأسفار "تريب أدفايزر" ما أتاح لها الاستفادة من تغطية إعلامية واسعة من قبل الصحافة الدولية المرتبطة بشبكات التواصل الاجتماعي، كما أنها كانت موضوع حوالي 856 مقالا صحفيا نشر ب180 بلدا. ترميم المآثر التاريخية وصيانة وتهيئة الأبواب التاريخية وخلال اجتماع عقده المجلس الجهوي للسياحة مؤخرا مع ممثلي السلطات المحلية والهيئات المنتخبة، تمت دراسة ومتابعة مختلف المشاريع الرامية إلى تعزيز جاذبية المدينة الحمراء وتوفير البنيات التحتية التي ترقى إلى مستوى التطلعات. وتهم هذه الأوراش مختلف المجالات من قبيل ترميم المآثر التاريخية وصيانة وتهيئة الأبواب التاريخية والساحات العمومية بالمدينة العتيقة، وتهيئة الحدائق والفضاءات الخضراء وتحسين حركية التنقل الحضري والأمن والنظافة. بدورها حظيت ساحة جامع الفنا التاريخية باهتمام من خلال وضع برنامج خاص لضمان غنى وتنوع واستمرارية الأنشطة المقدمة بهذه الساحة العريقة. وعلى المدى القصير ومن أجل مواجهة انخفاض النشاط السياحي، خلال شهر رمضان الكريم، اتفق مسؤولو القطاع على إعداد برنامج خاص للتنشيط يتناول موضوع موسيقى الملحون، فضلا عن دعوة أصحاب الفنادق إلى تقديم عروض تفضيلية والتي ستكون محل حملة تواصلية سيطلقها قريبا المكتب الوطني المغربي للسياحة.