قال سفير فرنسا بالمغرب شارل فريس إن المغرب يعد مرجعا حقيقيا بالمنطقة بالنظر لما يتمتع به من استقرار سياسي ومؤسساتي، وما يشهده من تنمية اقتصادية وتحولات بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.وأضاف السيد فريس، خلال لقاء نظم مساء أمس الجمعة بمراكش في إطار دورة محاضرات جامعة القاضي عياض "منابر مراكش"، بشراكة مع المعهد الفرنسي بالمدينة الحمراء، حول موضوع "المغرب - فرنسا .. أي طموحات بالنسبة للمستقبل ؟"، أن المغرب وفرنسا تربطهما علاقات ثنائية "جد قوية" وشراكة "قوية ومفيدة" مع العلم أن هناك إمكانات هائلة لا تزال لم تستغل في هذه العلاقات. واعتبر السفير الفرنسي أن التعاون الفرنسي - المغربي في مختلف المجالات لا يعد فقط ضرورة وإنما فرصة كبيرة بالنسبة للبلدين، مذكرا بأهم المرتكزات السياسية والاقتصادية والثقافية للعلاقات بين المملكة وفرنسا. وأوضح أنه في المجال السياسي تعد فرنسا "شريكا أساسيا للمغرب"، وقال بهذا الخصوص إن هذا الأمر يتجسد من خلال وقوف بلاده دائما إلى جانب المغرب لدعم مسلسل الإصلاحات التي انخرط فيها منذ سنوات، بغض النظر عن الأغلبية السياسية التي تتولى السلطة بباريس. وأبرز السفير الفرنسي، في هذا السياق، التقاء وجهات نظر البلدين بخصوص العديد من القضايا ذات الطابع الإقليمي، والتعاون الثنائي الوثيق في مجال مكافحة الإرهاب والتقارب بين الرباط وبروكسيل، مشيرا إلى أن المغرب حصل على الوضع المتقدم لدى الاتحاد الأوروبي خلال رئاسة فرنسا للاتحاد سنة 2008. وبخصوص قضية الصحراء، أكد أن موقف فرنسا لم يتغير بهذا الشأن، موضحا أن بلاده، التي تأمل في إيجاد اتفاق في إطار الأممالمتحدة، "كانت تعتبر دائما أن مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب يشكل قاعدة جادة وذات مصداقية من أجل التوصل إلى حل متفاوض بشأنه في إطار الأممالمتحدة". وأضاف أن "هذه الشراكة الاستثنائية في المجال السياسي تنطبق أيضا على الميدان الاقتصادي"، مبرزا أن فرنسا تبقى الشريك الاقتصادي الأول للمغرب وزبونه الأول والممول الثاني للمملكة وأول مستثمر أجنبي بالمغرب الذي يعد أول بلد تتواجد به الوكالة الفرنسية للتنمية. من جهة أخرى، تطرق الدبلوماسي الفرنسي للتعاون المغربي الفرنسي في المجالات الثقافية والتربوية والجامعية، مشيرا إلى أن المغرب يحتضن أكبر شبكة للمعاهد الفرنسية والمدارس الفرنسية بالخارج. وفي ما يتعلق بالطموحات الجديدة التي تحدو البلدين من أجل تعميق شراكتهما، توقف السفير الفرنسي عند الأوراش التي ترغب بلاده من خلالها في تعزيز تعاونها مع المغرب، مستحضرا، في هذا الصدد، ما يتعلق بالأمن ومحاربة الإرهاب والتطرف. وأبرز، في هذا السياق، الجهود المبذولة من قبل المملكة للنهوض بالإسلام القائم على الوسطية والاعتدال، والمتجسدة، بالخصوص، في إحداث معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات الذي دشنه أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس في شهر مارس الماضي. ويضطلع هذا المعهد، يقول السفير الفرنسي، بدور مهم في النهوض بالإسلام القائم على التسامح في محاربة الخطابات المتطرفة خارج المغرب. وفي الميدان الاقتصادي، أوضح فري أن فرنسا والمغرب مدعوان إلى التركيز على القطاعات الاستراتيجية والتي يمكنهما من خلالها تعميق تعاونهما، والتي من بينها تنمية المدن والطاقات المتجددة والصناعة الغذائية. من جهة أخرى، أشار السفير الفرنسي إلى أن تكوين الشباب يعد إحدى القطاعات ذات الأولوية بالنسبة لبلاده في مجال التعاون الثنائي خلال السنوات المقبلة، مؤكدا أهمية مشروع إحداث فروع مزدوجة بالعديد من الثانويات بالقطاعين العام والخاص بالمغرب والذي لا يزال في طور الإنجاز، والمشروع المستقبلي المتعلق بوضع مؤسسة فرنسية للتعليم العالي على التراب المغربي.