أكد أحد مساعدي الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أنه غير موقفه وتراجع رسميا عن استقالته، وأن الرئيس بعث برسالة إلى البرلمان يقول فيها "نود أن نطلعكم أننا نسحب استقالتنا التي تقدمنا بها إلى مجلسكم الموقر". صرح أحد مساعدي الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الثلاثاء أن الرئيس غير موقفه وتراجع رسميا عن استقالته، بعد إفلاته من مراقبة الحوثيين الشيعة الذين يحاصرون مقر إقامته في صنعاء. وبعد أن وصل إلى عدن، التقى بمحافظي عدد من محافظاتالجنوب (عدن ولحج والضالع وسوقطرة) والقادة العسكريين بمنتجع رئاسي في العاصمة الاقتصادية في اجتماع أذيع على قناة تلفزيونية محلية بالمدينة. وكان هادي استقال في يناير بعد مواجهات استمرت أياما في صنعاء هاجم خلالها الحوثيون القصر الرئاسي وطوقوا مقر إقامته. وتمكن هادي من الفرار من مكان إقامته الجبرية التي فرضت عليه منذ استيلاء الحوثيين على القصر الرئاسي في 20 يناير. وكان قدم استقالته بعد ذلك بيومين هو ورئيس الوزراء خالد بحاح في قرار كرس سيطرة الحوثيين الكاملة على صنعاء. وفور وصوله إلى عدن التي تعد معقلا لأنصاره، بدأ هادي ممارسة النشاطات السياسية واعتبر أن كل القرارات التي اتخذها الحوثيون منذ احتلالهم صنعاء في 21سبتمبر "باطلة ولا شرعية لها". وكتب هادي في رسالة إلى البرلمان اطلعت على نصها وكالة فرانس برس "نود أن نطلعكم أننا نسحب استقالتنا التي تقدمنا بها إلى مجلسكم الموقر". وأضاف "نأمل منكم أيها الأخوة النواب أن تتعاونوا معنا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإعادة تطبيع الأوضاع الأمنية والإقتصادية في جميع محافظات الجمهورية وإنجاز ما جاءت به مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وتطبيقها على الأرض". وكان الحوثيون الذين يعتبرون المرتفعات الشمالية مقرهم التقليدي، قد سيطروا على العاصمة صنعاء دون مواجهة مقاومة في سبتمبر. والشهر الماضي سيطر الحوثيون على القصر الرئاسي وحاصروا مقر إقامة هادي ما دفعه إلى الاستقالة. وواصل الحوثيون تقدمهم باتجاه المناطق السنية جنوب وغرب صنعاء حيث لقوا مقاومة شرسة من رجال القبائل المسلحين ومسلحي القاعدة. إلا أن تعز وبعض مناطق الشمال إضافة إلى مناطق الجنوب بأكملها لا تزال خارج سيطرة الحوثيين. وهادي هو أصلا من الجنوب رغم أنه أمضى نحو ثلاثة عقود في الشمال حيث عمل وزيرا للدفاع ونائبا للرئيس قبل أن يتولى الرئاسة في 2012 عندما أجبر الرئيس السابق علي عبد الله صالح على التخلي عن السلطة بعد ثورة استمرت عاما.