سجل الشاعر طوني أبي كرم أغنيتين للشحرورة صباح قبل وفاتها، وبطلب منها تم تأجيل بثهما إلى ما بعد مماتها. وقد خص أبي كرم "العربية.نت" للإفصاح عن تفاصيل هاتين الأغنيتين. فلم يكن هذا التعاون الأول للملحّن طوني أبي كرم مع الشحرورة، إذ سبق وتعاون معها في أغنية بعنوان "غاروا"، ثم تعاون من جديد من خلال أغنيتين من كلماته وألحان إحسان المنذر. عنوانا الأغنيتين "ممنوع" و"يومين"، وقد تحفّظ أبي كرم عن تحديد تاريخ التسجيل، ولكنه قال: "كانت حينها بصحة جيدة تسمح لها بالتسجيل، وهي تمنت علي، وشددت على أن يتم بثهما بعد مماتها وليس قبله فكان هذا". قال أبي كرم إن هاتين الأغنيتين فصلتا على مقاس صباح، وحين زارها في الفندق حيث كانت تقيم قالت له حرفيا "ما عبالي أنشر هاتين الأغنيتين، لأنني لن أقيم الحفلات، ولن أغني بعد الآن، لذلك أرجو منك أن يتم بثهما بعد مماتي". هناك مقطع في أغنية "يومين" تقول: "وحياتك عمري بندرلك، لو عمري كلو بنطرلك، ولو كان آخر لحظة بعمري بشوفك وبعدا بسلم عمري، هاللحظة بتسوى عمرين". ربما شعرت حينها الشحرورة (ومن كلمات الأغنية) أنه أفضل لها أن يتم بثها عبر الإذاعات والتلفزيونات بعد مماتها. عن فترة تواجد الشحرورة في الاستديو وقت تسجيل الأغنيتين قال إنها كانت تصل قبلهما، أي هو وملحن الأغنيتين إحسان المنذر، فكانا يشعران بالخجل حين يجدان الصبوحة بانتظارهما، وكانت حينها تقول: "يا حياتي مش مشكلة، يللا شتغلوا أنا بحب شوفكن إنتو وعم تشتغلو وعلى مهلكن". وتابع طوني "كانت أثناء تسجيل الأغنية تنادينا لتسألنا "بليز خبروني كيف بدي غني المقطع"، فكنت أفاجأ من شدة تواضعها وهي الأسطورة التي تعلم كل الفنانين أصول الفن، والتي تملك في أرشيفها 4000 أغنية". وأوضح أن تكاليف تسجيل وتوزيع الأغنيتين تولاها هو والملحن إحسان المنذر، إذ "من غير الممكن أن يطلبا من الشحرورة دفع التكاليف، فهذا أمر معيب، خصوصا أنها كانت تعاني من مشاكل، منها صحية. وقال أبي كرم إن هناك أكثر من شركة إنتاج تتمنى بث الأغنيتين، "بالنهاية قيمة هاتين الأغنيتين "مثل الذهب المخبأ"، على حد تعبيره، وهو يتريث قليلا قبل بثهما عبر الإذاعات والمحطات التلفزيونية". وتابع مشددا على أنه يفضل أن تقوم شركة إنتاج معينة ببث وتوزيع الأغنيتين على الإذاعات والتلفزيونات، ولو أنه لم يحسم بعد من هي الشركة بالتحديد، لأن هناك أكثر من شركة مهتمة، وطبعا هناك جمهور يتلهف لسماع هاتين الأغنيتين. وأوضح أن الشحرورة كانت تعشق وتحب الحياة حتى في أيامها الأخيرة، ويذكر أنه حين كان يزورها كانت تلتقيه وهي في قمة الأناقة والترتيب وكأنها فتاة في سن 16 وهي "علمتنا كيف نحب الحياة"، لأنها مدرسة في حب الحياة والتواضع، وتدرك جيدا كيف تعيش رغم كم المشاكل التي كانت تواجهها.