وقع وزير الصحة الحسين الوردي، ورئيسة جمعية "ما تقيش ولدي'' نجاة أنوار، أمس الجمعة بأكادير، اتفاقية شراكة للنهوض بحماية الأطفال من جميع أشكال الاعتداء، وخاصة الاعتداء الجنسي. وبمقتضى هذه الاتفاقية، التي تمتد على مدى ثلاث سنوات، تتعهد الجمعية بتوجيه حالات الأطفال ضحايا العنف نحو المؤسسات الاستشفائية للاستفادة من خدمات التكفل النفسي والطبي والقانوني، وبمرافقة ضحايا الاغتصاب من بينهم أو ضحايا الاعتداءات الجنسية بتوجيه من مهنيي قطاع الصحة، وبتنظيم حملات تحسيسية بتعاون مع الوزارة حول ظاهرة الاعتداء الجنسي ضد الأطفال أو سوء معاملتهم.كما تلتزم بالقيام بدراسات مع مصالح الوزارة حول جميع أشكال سوء معاملة الأطفال أو الاعتداءات الجنسية التي تستهدفهم، وببعث تقارير سنوية حول الأنشطة التي أنجزتها الجمعية، فضلا عن مشروع البرنامج السنوي للأنشطة التي تعتزم مباشرتها على طول خارطة التراب الوطني.وتتعهد وزارة الصحة، من جهتها، بالترخيص والمصادقة على البرنامج السنوي للأنشطة المتعلقة بالتكفل بالأطفال ضحايا سوء المعاملة أو الاعتداءات الجنسية الذين تتابعهم الجمعية، وبتسهيل مهام هذه المنظمة لدى الهيئات التابعة للوزارة، وتوفير ما يلزم من تأطير ومواكبة وتنسيق لإنجاز أنشطتها المبرمجة، فضلا عن تأمين المتابعة الطبية للأطفال الضحايا بعد توجيههم إلى المصالح الصحية المعنية. المبادرة تندرج ضمن المقاربة التشاركيةوكان الوردي أشار، قبل التوقيع على هذه الاتفاقية، إلى أن هذه المبادرة تندرج ضمن المقاربة التشاركية وسياسة الانفتاح التي تباشرها الوزارة إزاء منظمات المجتمع المدني، مؤكدا أن المغرب ما انفك يولي اهتماما خاصا لظاهرة سوء معاملة الأطفال وما يستهدفهم من عنف ومن اعتداءات.وأوضح، في هذا السياق، أن ال96 وحدة، التي أحدثت بمختلف المستشفيات العمومية بغرض متابعة هذه الظواهر، قامت بالتكفل بما مجموعه 1067 حالة منذ بداية السنة الجارية، معتبرا أن الجهود المبذولة تحتاج إلى تتميم ومساعدة بفضل انخراط وإشراك النسيج الجمعوي وهيئات المجتمع المدني، ومن هنا تأتي أهمية هذه الاتفاقية.من جانبها، أعربت أنوار عن سعادتها بالتوقيع على هذه الاتفاقية، الأولى من نوعها مع قطاع وزاري، مشددة على انخراط الجمعية، التي تتخذ من أكادير مقرا لها، في الاشتغال سويا مع جميع المتدخلين من أجل محاربة العنف ضد الأطفال والنساء بغية صياغة رؤية استراتيجية لمواجهة جميع أشكال الاعتداء خاصة الجنسية منها ضد الأطفال. بروز جرائم اعتداء على الأطفال مخيفة ومرعبةواعتبرت أنه "دون أن نسود الصورة، لكن الواقع يزداد قتامة مع بروز جرائم اعتداء على الأطفال مخيفة ومرعبة"، مذكرة، في هذا الصدد، بحالة الاغتصاب والقتل التي تعرضت لها مؤخرا طفلة تبلغ من العمر سنتين أو بحالة طفل آخر آثر القفز من علو طابق ثالث أو رابع هروبا من الاغتصاب.وتتوفر جمعية "ما تقيش ولدي"، التي أحدثت سنة 2004 بهدف حماية الأطفال والدفاع عن حقوقهم ضد جميع أشكال الاعتداء أو الاستغلال الجنسي، على شبكة نشيطة من التمثيليات بعدد من المدن المغربية مثل طنجة وتطوان ووجدة وجرادة وفاس ومكناس والقنيطرة والرباط والدار البيضاء ومراكش وورزازات والعيون والداخلة.وتعكف هذه الجمعية على خلق مركز وطني للاستماع يتوفر على ما يلزم من بنيات بغية الإسهام بشكل فعال في الجهود المبذولة للتصدي لظاهرة الاعتداءات الجنسية ضد الأطفال.