انتقد محمد بنعيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، انسحاب غالبية النخب من "ميادين الفعل" في العالم العربي وصمتها الذي أصبح "مخيفا"، مشيرا إلى أنها "تركت المجال لهتافات الشوارع وهدير الميادين وانتشار الفكر الخرافي المتطرف". وقال بنعيسى خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية لندوة “العرب غدا: التوقعات والآمال”، أمس الخميس بأصيلة، إن مظاهر انهيار "النظام العربي الجديد" تتمثل في المقاومة البطولية للعدوان بغزة، وتفتت كيان الدولة في ليبيا، وقطع الرقاب في العراق وسوريا إشارة إلى سيطرة "داعش"، ثم الاشتباكات المسلحة في اليمن. وأضاف وزير الخارجية المغربي السابق، أنه خلال "الربيع العربي"، تباينت "ردود فعل الحكام العرب حيال حراك الشارع، بين لا مبالاة عكست انعدام الرؤيا وتجاهل ما يعتمل في الواقع، ما أدى إلى مواجهات أطاحت بأنظمة وأدخلت البلاد في خضم أزمات عنيفة مستعصية تهدد الكيانات في وجودها". وأعرب بنعيسى، ضمن فعاليات ندوة موسم أصيلة الدولي، عن توجسه من مستقبل الأمة العربية التي تتقاذفها العواصف الهوجاء، وتجهل طبيعة ما ينتظرها من مآلات ومصائر "غامضة"، حيث اعتبر أن ما آلت إليه عدد من الدول العربية ليس من صنع "الخارج" وحده، غير أن التدخل الأجنبي فتح شهية أطماع إقليمية جوار العرب. وأكد أن "غول" عدم الاستقرار نابع من داخل الأوطان، بل هو أشد خطرا من العوامل الخارجية، كونه اتخذ أشكالا مدمرة في عدد من البلدان، وما زال مشرعا على سيناريوهات كارثية، داعيا صناع القرار إلى "رسم خارطة طريق واضحة المعالم والأهداف من شأنها إيقاف المغامرات الخطيرة التي تمارس اليوم في عدد من الدول العربية".