ليس غريبا أن تخرج مسيرات شعبية في عشرات المدن الكبرى الأوروبية تضامنا مع الشعب الفلسطيني لدعم نضاله من أجل الحرية الحقيقية والحق في الدفاع عن النفس اللامشروط بغية تقرير مصيره ووضع حد فوري لاستمرار القصف والعدوان عليه،لكن الغريب هو تفشي نفاق الحكومات السياسي واتساع رقعة الصمت الدولي في عالم يتشدق بالمساواة المجتمعية وحقوق الإنسان وينشد بالديمقراطيات والحريات المزيفة المظللة. في ساحات وشوارع كبرى المدن الأوروبية وفي تواريخ مختلفة ومتعددة تظاهر آلاف الأشخاص سلميا رافضين الواقع المر الذي يعيشه أهل غزة منددين بأجندة السياسات الانحيازية التي تبرر مثل هذه الجرائم الإنسانية وتغض الطرف عن الانتهاكات التشريعية والقانونية.وهذا ملخص لبعض هذه الاحتجاجات الشعبية: *فرنسا: (بلد التناقض) يتهم فيها اليسار الفرنسي المكون من (أنصار البيئة والشيوعيين واليسار المتطرف) الرئيس هولند بانتهاج سياسة موالية جدا للإسرائيليين وينتقد موقف "تضامن" فرنسا مع اسرائيل في أوج عمليات القصف الوحشي على قطاع غزة. كما حضيت فرنسا في عز تنامي اليمين المتطرف بحظ الأسد من هذه المسيرات السلمية التي لم تستطع إيقافها لا قرارات الرئيس الفرنسي هولاند التي أصدرها لوزير داخليته،ولا قرار محكمة باريس الذي جرم كل من يشارك في تظاهرة باريس ووعدته ب 6 أشهر سجنا وغرامة 7500 أورو. من وسط شارع باربيص المقاطعة 18 شمال باريس انطلقت شرارة الغضب ظهرا يوم السبت الماضي اقتداء بجارتها بروكسيل،ما هي إلا لحظات قليلة تجاوزت فيها المسيرة عشرة آلاف متظاهرا حسب أرقام المنظمين رغم تضييق الشرطة على منافذ تدفق المحتجين وتطويق محيط مترو باربيص. على صدى هتافات الجماهير الغاضبة"كلنا فلسطينيين" فلسطين ستحيا، فلسطين ستنتصر" انطلقت الهراوات والرشق بالحجارة ورمي القنينات وسط ضباب القنابل المسيلة للدموع ،الشيء الذي ساهم في توتر الوضع وانفلات الموقف عكس ما كان يتمنى المنظمون من هذه التظاهرة السلمية،ليسفر الاحتكاك عن توقيف 38 متظاهرا وجرح 17 شرطيا وتلافي بعد الممتلكات مع كسر وحرق وتمزيق لبعض الأعلام الإسرائيلية حسب تصريح السيد "برنارد كازي نوف" وزير الداخلية الفرنسي للصحافة الفرنسية. بالمقابل لم تشهد باقي المدن الفرنسية الأخرى أية تجاوزات أو عنف وخرج آلاف المتظاهرين في كل من مسيرة بروفانس وتولوز ومونبيليي ومارسيي ،وليل التي حضرها أكثر من 5000 شخصا وليون التي تجاوزت 1700 متظاهر من مختلف الأجناس والأعمار يحملون الأعلام الفلسطينية على الأكتاف رافعين شعار "إسرائيل مجرمة" وغيرها من الشعارات المناهضة لإسرائيل، كانوا يرددونها وراء هتافات ناشط من "الاتحاد اليهودي الفرنسي من أجل السلام"الذي كان يتقدم المسيرة على مثن شاحنة. في حين عرفت مدينة كليرمون فيراند أكثر من 600 شخص وأفينيو 1500 وستراسبورغ 1300 محتج. *إيرلاندا:عرفت العاصمة دوبلان هي الأخرى مسيرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني جمعت بين أطياف مختلفة من الشعب الإيرلاندي. *بولاندا:خرجت في العاصمة كراكوف بعض التحركات التظاهرية المنددة بالعدوان الإسرائيلي. *السويد: انطلقت مظاهرة كبرى قبل يومين في ساحة "ميبدبورياربلاتسن" بالعاصمة ستوكهولم نظمتها كل من منظمة يهود أوروبيون من أجل سلام عادل،الرابطة الفلسطينية في ستوكهولم ،حركة الشبيبة في الحزب الاشتراكي الديمقراطي السويدي،لجنة القدسالسويدية ،والمجموعة الفلسطينية وغيرها. وأقيمت بالمناسبة حملة جمع تبرعات لصالح تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا الذين تطوعوا للمشاركة في عملية الإغاثة الانسانية وعلاج الجرحي الفلسطينيين بعدما أرسلوا عدة وفود الي القطاع ويقومون بشراء الأدوية وجميع المستلزمات الطبية والجراحية لإغاثة ضحايا غزة . *الولاياتالمتحدةالأمريكية:تجمهر في العاصمة واشنطن المئات بدعوى من عدة فعاليات كحركة"أصوات يهودية من أجل السلام" المتحالفة مع حركة مقاطعة اسرائيل في الولاياتالمتحدة التي تمكنت يوم الأربعاء المنصرم من اقتحام المقر الرئيسي لشركة "بوينج” “الأباتشي” و”ال اف16″المصنعة لآلة القتل الإسرائيلي في سابقة فريدة من نوعها. كما سبق للحركة أن أعلنت أنها في طريق تطوير فعالياتها الاحتجاجية انطلاقا من الولاياتالمتحدة، مرورا بكندا ووصولا إلى باقي الدول الأوربية لإرغام هذه الدول على الضغط على إسرائيل حتى توقف هذه المجازر الوحشية، على أمل أن تصل بحملات عصيان مدني تستهدف من ورائها مكاتب المسؤولين الحكوميين وأعضاء الكونغرس الداعمين لسياسة الجرائم الأسرائيلية وكذا مقرات الشركات التي تتعامل مع كيان الاحتلال الإسرائيلي. *المملكة المتحدة: عرفت العاصمة اللندنية وحدها ما يفوق 20 ألف شخص تظاهروا بطريقتهم الديمقراطية في تمام الساعة الواحدة بمشاركة بعض البرلمانيين وشخصيات مختلفة دعت إليها 7 جمعيات نذكر منها جمعية أوقفوا الحرب وجمعية حملة التضامن مع فلسطين المعروفة بالمنتدى الإسلامي بأوروبا الذين تجمعوا بداية أمام مكتب ومسكن الوزير الأول وتوجهوا غربا للتظاهر بالتمدد أرضا أمام السفارة الإسرائيلية رافعين شعارات ودعوات لمقاطعة إسرائيل كان أهمها تعتيب "ديان أبوت "ممثل الحزب العمالي بالبرلمان على السياسة الفرنسية المتخاذلة ووصفها بالخجولة أمام تصاعد القتل والبطش بالمدنيين الفلسطينيين. وتعهد المنظمون أن هناك استعدادات لمظاهرات في المدن الرئيسية في الولاياتالمتحدة وفي عواصم دولية أخرى أمام القنصليات الإسرائيلية نهاية الأسبوع الجاري ،ستكون باكورتها في مدينة شيكاغو حيث يتوقع أن تصل أعداد المشاركين إلى سقف عشرة الآلاف متظاهر على ضوء دعوات نحو سبعين منظمة إسلامية ومسيحية ويسارية وطلابية للتنديد بهذه الحرب الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني . *إيطاليا: انتفضت عن بكرة أبيها كقنبلة موقوتة انفجرت في وجه حكومة رينسي الصامتة على المجازر الإسرائيلية محتجة بعشرات المسيرات المناهضة للصهيونية جالت ساحات وشوارع كبرى مدن الجنوب والشمال الإيطالي نذكر منها: - روما: التي شهدت تظاهرة يوم الحادي عشر من هذا الشهر تظاهر فيها المئات مطالبين بوقف الحرب وفك الحصار وإزالة الجدار العنصري ومقاطعة المنتوجات الإسرائيلية مع فرض عقوبات اقتصادية على إسرائيل. - ميلانو: عرفت تظاهرة كبيرة حمل فيها المتظاهرون الرايات واللافتات المكتوبة عليها أوقفوا الضربات العسكرية على سكان غزة. - طورينو: تظاهر المئات يوم السبت 12 من الأسبوع الماضي مرددين وحاملين شعار "إسرائيل دولة عنصرية،كفى من المجازر بحق الشعب الفلسطيني". - ببيزا ،فيتشينسا ،بريشيا ،نابولي برينديزي وباليرمو: في مسيرتي يوم الجمعة والسبت . - ريدجو كالابريا،كاطانيا وبرغامو:تظاهرة يوم الإثنين 14 يوليوز . - بولونيا ،ترييست ،باري ،فرينس ،دجينوفا ،ليدو دي كامايوري ،كالياري مودينا،ماسة ،ميلانو ،كاطانيا وفرينس ،وغيرها... وعلى الصعيد السياسي طالب الحزب الماركسي اللينيني الإيطالي الحكومة الإيطالية بوقف المساندة العسكرية والسياسية لإسرائيل،كما طالب البروفيسور "بوراتي" عضو الأكاديمية "أبوانا للسلام" من الحكومة الإيطالية الحالية أثناء تسلمها رئاسة أوروبا أن تسعى لتحريك عجلة السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.كما سبق للمتظاهرين أن قدموا لعمدة ماسة وثيقة باسم كل الجمعيات المشاركة لإيصالها إلى روما لوقف الغارات الجوية والهجمات على قطاع غزة المحاصرة . *بلجيكا: تظاهر حسب تقديرات الشرطة البلجيكية أكثر من 5200 شخص بالعاصمة بروكسيل ضد الظلم والتمييز وإبادة مبرمجة وعنف أعمى يعتبر بكل المقاييس جرائم حرب بامتياز وتقتيل يومي ضد الإنسانية بغزة مع وتوريط الأطفال في قضايا جنائية. تجمع اللآلاف في الشوارع والساحات وتم استقبال لجنة من الجمعيات البلجيكية الفلسطينية وفنانون ضد الجدار ونقابة العمال والتجمع الوطني للديمقراطية والسلام وغيرها...طالبوا فيها الحكومة البلجيكية والاتحاد الأوروبي بمعاقبة إسرائيل لاختراقها للقانون الدولي بالهجوم على المدنيين ومطالبتها بالإيقاف الفوري للتجاوزات ورفع الحصار على قطاع غزة ،وفرض عقوبات لمنع تصدير الأسلحة إلى إسرائيل.وأضاف التجمع أنه يطمح أيضا إلى فسخ اتفاق التعاون بين أوروبا وإسرائيل نظرا لعدم احترام هذه الأخيرة للقانون الدولي.