قررت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) رفع مسجد قرطبة، جنوب إسبانيا، إلى مرتبة "إرث ذي قيمة عالمية استثنائية"، بحسب ما أعلنت أمس بلدية المدينة الأندلسية. وأضاف المصدر ذاته، في بلاغ عممه بالمناسبة، أن هذا القرار، الذي تم اتخاذه خلال اجتماع لجنة هذه المنظمة الأممية الذي انعقد بقطر، سيساهم في "إزالة أي شك" بشأن إدارة هذا المسجد، والتي كانت مثار جدل. وكان مسجد قرطبة في الأصل معبدا رومانيا قديما ثم تحول إلى كنيسة وبعدها إلى مسجد، قبل أن يصبح كاتدرائية. وهو معلمة كبيرة وشاهد على فن العمارة الإسلامية، وعلى الحضور الإسلامي بإسبانيا ما بين القرنين الثامن والخامس عشر. وتحول المسجد، الذي ذاع صيته عبر أرجاء العالم كأحد أشهر المعالم الأثرية للعمارة الأموية بقرطبة، إلى كنيسة في القرن الثالث عشر بعد "الاسترداد" من قبل الملك فرديناند الثالث ملك قشتالة، وأصبح منذ ذاك الحين كنيسة كاتدرائية لأبرشية قرطبة بإسبانيا. ;صنف الجامع الكاتدرائي لقرطبة تراثا لليونيسكو في 1984. وعادت إدارته، بما في ذلك الزيارات السياحية، للكنيسة. وطالب مسلمو إسبانيا منذ زمن طويل بأن يصبح المسجد فضاء للعبادة. وفي يناير الماضي وقع نحو 100 ألف شخص عريضة طالبت بعودته إلى الدولة الإسبانية. وشجب موقعو العريضة ما أسموه محاولات الكنيسة الكاثوليكية الاستحواذ على هذا الجامع الكاتدرائية بأكمله، إذ قامت الكنيسة بتسجيل هذه المأثرة التاريخية على سجل الملكية لمدينة قرطبة مقابل مبلغ زهيد لم يتعد 30 أورو.