أفرجت الشرطة البريطانية ليل أمس الخميس عن فيديو التقطته كاميرا مراقبة لطالبة سعودية كانت متجهة في العاشرة والنصف صباح الثلاثاء الماضي من البيت إلى جامعة "ايسكس" التي تدرس فيها بمدينة "كولشيستر" البعيدة 90 كيلومترا عن لندن، أي قبل دقائق من إقدام مجهول على مهاجمتها وتسديد طعنات قاتلة في رأسها وصدرها وعنقها وذراعيها. وما زالت الشرطة تحقق فيما إذا كانت الكراهية هي دافع الجريمة التي استخدم مرتكبها سكينا، أو أداة معدنية أخرى، ليسدد 16 طعنة إلى المبتعثة التي أصدرت السفارة السعودية في لندن بيانا عنها أمس، ذكرت فيه اسمها الكامل، وهو ناهد بنت ناصر المانع، مضيفة في البيان الذي أكدت فيه توفيرها كامل الدعم لعائلتها، أن الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز، سفير المملكة لدى بريطانيا، يتابع شخصيا وعن كثب سير التحقيق في الاعتداء إلى أن يتم كشف غموض الحادثة. مما أفرجت عنه شرطة "كولشيستر" أمس أيضا من معلومات أن قاتل الطالبة التي كانت تقيم في حي قريب من الجامعة مع شقيقها رائد، ولا يبعد عنها أكثر من 10 دقائق مشيا، لم يسلبها أي مال أو متاع كان بحوزتها، بل ارتكب جريمته واختفى من المكان، وهو درب اسفلتي ضيق بين حي "غرينستيد" حيث كانت تقيم وبين الجامعة التي تدرس فيها الانجليزية، وجاءتها من "جامعة الجوف" السعودية، حيث تخرجت سابقا بماجستير. وذكر ستيف ورين، كبير فريق المحققين، لصحف محلية اطلعت عليها "العربية.نت" فجر الجمعة، أن فريقه لم يعثر بعد "على أي سبب يدفع أحدهم إلى الشعور ضدها بأي ضغينة شخصية" في إشارة منه إلى المبتعثة التي قضت بعمر 31 سنة، مضيفا أن التحقيق لم يتوصل أيضا "إلى أي دليل دامغ" يؤكد أن دافع الجريمة هو الكراهية الدينية، باعتبار أن الطالبة كانت متحجبة وتضع نقابا على وجهها، وهو ما يشير إلى ديانتها الإسلامية. هل في المدينة قاتل معتل عقلياً؟ مع ذلك كشف أن التحقيق يركز على رسائل كراهية ضد الإسلام كتبها في مواقع التواصل بعض البريطانيين، ليرى إذا ما كان بينهم مقيمون في "كولشيستر" أو جوارها. كما كشف عن مهم آخر، وهو مدى ارتباط الجريمة بأخرى حدثت في المدينة قبل 3 أشهر، واستهدفت جيمس أتفيلد، وهو بريطاني عمره 33 ومعتل نفسيا، "وسدد إليه قاتله المجهول للآن 100 طعنة بالسكين في إحدى الحدائق بالمدينة" وفق ما ذكر، ملمحا ربما إلى إمكانية وجود أحدهم يقدم على القتل لمجرد القتل فقط، ولعلة نفسية ما. عن تلك الجريمة ذكر محقق آخر، هو ريتشارد فيليبراون أن المدينة شهدت في 3 أشهر جريمتي قتل طعناً بالسكين "من دون اكتشاف مرتكب الأولى، ولا الثانية التي ذهبت ضحيتها الطالبة السعودية، ولا تم اكتشاف الدافع وراء ارتكاب أي من الجريمتين" ثم نبه سكان "كولشيستر" البالغ عددهم 100 ألف، بينهم 200 مبتعث سعودي تقريبا، بأن لا يمشي أي منهم وحيدا في مشاعاتها وضواحيها المكتظة بأشجار بينها مساحات خالية، كحيطة منهم وحذر. كما سمت الشرطة الرجل الذي اشتبهت به واعتقلته يوم حدثت الجريمة الثلاثاء الماضي، فقالت انه بريطاني يقيم وحيدا في شقة مطلة على الدرب الذي قتلت فيه المبتعثة ناهد، وعمره 52 واسمه فينس بورجز، لكنه اتضح لديها بأنه خارج الشبهة تماما، لذلك أطلقوا سراحه.