تبدو الحكومة البريطانية في مأزق بعدما أقرّت قوانين تشمل طريقة التعامل مع الدواجن قبل ذبحها. فالمسلمون يريدون ذبحًا على الطريقة الإسلامية، وجماعات الرفق بالحيوان ترفض الذبح، وتفضّل الصدمات الكهربائية أولًا. أوقفت الحكومة البريطانية مجموعة قوانين جديدة كانت تهدف إلى الحد من المعاناة التي يتعرّض لها الدجاج، الذي يقدر عدده بالملايين في المسالخ، بعدما أكد المسلمون أن قوانين كهذه، ستحرمهم من حقهم في ذبح الدجاج وفق الطقوس الإسلامية. تم إرجاء العمل بتلك القوانين على نحو غير متوقع قبل بضعة أيام من تنفيذها، كما كان مقررًا لها في الشهر الماضي، وهو ما تسبب في إثارة استياء جماعات الرفق بالحيوان. غضب الناشطين وقال أطباء بيطريون وناشطون مهتمون بالرفق بالحيوان إن إرجاء تنفيذ تلك القوانين يعد أمرًا مشينًا، وهدد بعضهم الآن بإبلاغ المفوضية الأوروبية عن الوزراء الإنكليز، الذين تقاعسوا عن تنفيذ تلك القوانين المعممة على صعيد الاتحاد الأوروبي. وهي القوانين التي كانت ستجبر الكثير من المسالخ على استخدام طريقة الصدمات الكهربية القوية من أجل صعق الدواجن قبل ذبحها. واقتُرِحَت تلك القوانين بعدما وجدت أبحاث أن كثيرًا من الطيور تظل واعية، وتعاني من الألم حين يتم ذبحها، في الوقت الذي ثبت فيه أن تعريض الطيور لمستويات عالية من الصدمة سيجعلها تفقد الوعي. المسلمون و"الحلال" في المقابل، أكد مسؤولون مسلمون أن تعريض الطيور لتلك المستويات الجديدة من الصدمة قد يتسبب في قتلها قبل أن يتم ذبحها، وبالتالي لن يصبح لحمها لحمًا حلالًا. وذكرت في هذا الخصوص صحيفة الدايلي ميل البريطانية أن منتجي اللحوم الحلال يخططون لإجراء مراجعة قضائية في محاولة لمنع تنفيذ الحكومة للقوانين الجديدة. ونقلت عن متحدث باسم وزارة البيئة البريطانية قوله: "أدركنا أن قوانيننا الجديدة قد تحظى بعواقب غير مقصودة، وأنها قد تتسبب في الحد من الحريات الدينية. وهذه منطقة معقدة، ونحن بحاجة إلى أن نتعامل معها بشكل صحيح ومن دون إثارة أية مشكلات". من جانبه، قال روبن هارغريفز، وهو رئيس الجمعية البيطرية البريطانية، الذي يسعى إلى تحسين ظروف الذبح في المسالخ: " يهدد الفشل في تنفيذ القوانين الجديدة بعدم صعق نسبة من الدواجن كما ينبغي، وبالتالي تعريض جهود الرفق بالحيوان للخطر".