يؤدي وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي، الذي أنتخب رئيسا لمصر ب 96،9% من الأصوات بعد أن قضى على أي معارضة، اليمين الدستورية اليوم الأحد خلال إحتفال لا يثير إهتماما كبيرا لدى المجتمع الدولي. وباستثناء بعض كبار مسؤولي دول الخليج والرئيس الفلسطيني محمود عباس وثلاثة رؤساء أفارقة ينتظر مشاركتهم بحسب وسائل الإعلام الرسمية، فإن القليل من الشخصيات الدولية ستحضر مراسم تنصيب السيسي. والتنصيب لن يكون سوى اقرار رسمي بتولي المشير المتقاعد، الذي يحظى بشعبية واسعة، السلطة العليا في البلاد التي يمسك بها فعليا منذ أطاح بالرئيس الإسلامي محمد مرسي. وكان السيسي قد عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي وقال إنه قام بذلك "استجابة لارادة الشعب" بعد نزول ملايين المصريين إلى الشوارع في 30 يونيو 2013 للمطالبة بانهاء حكم مرسي الذي أثار نقمة غالبية الشعب المصري عليه بعد سنة أمضاها في الحكم سعى خلالها إلى فرض هيمنة الإخوان المسلمين على مفاصل ومؤسسات الدولة كما فشل في إدارة اقتصاد البلاد. وعلى الاثر شنت السلطات تحت قيادته حملة قمع دامية ضد أنصار الرئيس الإسلامي المخلوع وجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي اليها اسفرت عن مقتل 1400 شخص وفق المنظمات الدولية وتوقيف 15 الفا اخرين تتم احالتهم تباعا على المحاكمة باتهامات تتعلق بارتكاب اعمال عنف والتحريض عليها والانتماء الى جماعة غير مشروعة هي جماعة الاخوان التي تم حظرها رسميا. وبعدما أبدت الدول الغربية ترددا في وصف اطاحة مرسي ب "الانقلاب" ثم صرفت النظر عن ذلك رغم إدانتها للقمع الدامي، انتهت مع الوقت الى الاقرار بسيطرة السيسي على السلطة وبضرورة إقامة علاقات قوية مع أكبر الدول العربية سكانا وخصوصا أن لمصر أهمية استراتيجية في عملية السلام الفلسطينية-الإسرائيلية كما أنها حليف أساسي للغرب في محاربة الإرهاب. ولم تهنئ واشنطن وعواصم الاتحاد الاوروبي الرئيس المنتخب الا بعد يوم او يومين من اعلان النتائج مع التشديد، كما فعل البيت الابيض، على ضرورة احترام حقوق الانسان. وفي حفل التنصيب الاحد ستمثل الولاياتالمتحدة بمستشار لوزير الخارجية جون كيري هو توماس شانون في إشارة واضحة بحسب الخبراء الى الحرج الأمريكي. وأكدت واشنطن أن "الولاياتالمتحدة تريد أن تعمل مع الرئيس المنتخب" ولكنها "ستراقب عملية الانتقال الديموقراطي" في مصر. ويبدي الاتحاد الأوروبي الحذر نفسه ولن يرسل ممثلا على مستوى رفيع لحضور مراسم التنصيب. وقالت باريس باقتضاب ان "فرنسا مثل معظم شركائها ستكون ممثلة بسفيرها في مصر". في المقابل، وباستثناء قطر، ستمثل دول الخليج، التي ساندت السيسي دوما وبقوة خصوصا من خلال الدعم المالي والتي تخشى امتداد نفوذ جماعة الإخوان لديها، على مستوى رفيع. وبحسب وسائل الاعلام الرسمية، فإن السعودية سيمثلها ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز والكويت أميرها الشيخ صباح الاحمد الصباح والبحرين عاهلها حمد بن عيسى. وسيحضر الرئيس الفلسطيني محمود عباس كذلك مراسم التنصيب التي سيعقبها إحتفالان في قصرين رئاسيين في القاهرة. ومن أفريقيا سيحضر مراسم التنصيب الرئيس الأريتري أسياس أفورقي ورئيس غينيا الاستوائية تيودورو أوبيانغ نجويما والرئيس التشادي إدريس ديبي.