الساعة تشير إلى الرابعة بعد الزوال، يجلس حمزة ومهدي كعادتهما في أحد مقاهي مدينة العرفان بالرباط وعلى طاولتهما تناثرت أوراق وأقلام من مختلف الألوان. منظرهما يوحي للناظر على أنهما طلبة يحضرون لامتحان عادي خصوصا وأنهما يقصدان مقهى يرتاده أغلبية طلبة المعاهد العليا بالرباط، إلا أن حمزة ومهدي يستعدان لاجتياز امتحانات البكالوريا. تحضيرات مكثفةالمغرب: طلبة البكالوريا يستعدون للامتحانات في المقاهي "لم يتبق سوى شهر للامتحان وحان الوقت لبذل مجهود مضاعف .، يقول حمزة لهنا صوتك ومظاهر التوتر بادية على محياه. هو وصديقه طلبة بقسم البكالوريا بثانوية "لالة عائشة" بالرباط شعبة العلوم الفيزيائية، ومنذ أن بدأ العد التنازلي للأيام التي تفصلهما عن الامتحان صاروا يحضرون له بجدية أكثر. "عندما أستيقظ كل صباح، أحسب كم تبقى لي من يوم للمراجعة، ومع اقتراب موعد الامتحان طبيعي أن يزداد شعوري بالخوف لكن أحاول ما أمكن استرجاع ثقتي بنفسي وتهيئ جيدا للمواد ." هكذا وصف لنا مهدي شعوره وهو يحاول التركيز على مادة الفيزياء ويرى أنها تلعب دورا مهما في معدل النتيجة النهائية . "لا أعير اهتماما كبيرا للمواد الأدبية، ما يهمني هذه السنة هو التمكن من مادة الفيزياء، الرياضيات والعلوم الطبيعية، أضاف مهدي. ساعات إضافية وبغض النظر عن الحصص الدراسية والمراجعة المنزلية يقوم حمزة ومهدي بزيادة ساعات إضافية مع أستاذ متخصص لسد جميع ثغرات الفهم المتعلقة بمادة الفيزياء. يسلكان جميع الطرق للحصول على معدل ممتاز يخول لهما ولوج المعاهد العليا. أسماء الكوثري، 18 سنة، هي الأخرى طالبة بمستوى الباكالوريا بمعهد أبي رقراق بالرباط شعبة العلوم الرياضية. تحكي أسماء عن استعدادها لخوض الامتحانات قائلة: "لقد استكملنا جميع الدروس المقررة في القسم وتفصلنا أيام معدودة عن امتحان الباكالوريا، وشخصيا لا أجد أدنى مشكل في التحضير لمادة الرياضيات ولا أحتاج لساعات إضافية فيها، إلا أن مادة الفلسفة هي التي تشكل العائق الأكبر بالنسبة". وعلى العكس من حمزة ومهدي، لا تشعر أسماء بتوتر كبير مع اقتراب موعد الامتحان، فهي حسب ما ذكرت تقضي ما يقارب 8 ساعات في المراجعة يوميا للإلمام بجميع محاور الدروس . "أحيانا لا أنام حتى الساعة الواحدة ليلا خصوصا وأن شعبة العلوم الرياضية صعبة جدا وتتطلب مجهودا كبيرا، تؤكد أسماء. إصرار هشام حساني طالب لم يحالفه الحظ مرتين متتاليتين في نيل شهادة الباكالوريا، وهذه السنة هي فرصته الأخيرة. يدرس في ثانوية "المكي الناصري" بتطوان شعبة الآداب ولم تمنعه محاولاته السابقة في التحمس لاجتياز دورة هذه السنة. "كنت على وشك النجاح في السنة الفارطة، لكن هذه المرة أنا عازم على نيل شهادة الباكالوريا التي طالما حلمت بها. أحاول ما أمكن الاستفادة من أخطاء السنوات الماضية لألتحق بزملائي في الجامعة".