رجل أعمال أميركي مفلس يتوجّه إلى السعودية ليجرب حظه من جديد ويتجاوز أزمته المالية، مدفوعاً بهاجسَين: الاستمرار في دفع تكاليف الدراسات العليا لابنته، والقيام بعمل خيري. لكن العراقيل ستقف في طريقه باستمرار، فتتفاقم مشاكله ويصاب بالسرطان، ويقيم في مستشفى حيث تنشأ علاقة حب بينه وبين طبيبته. هذه هي قصة فيلم "صورة مجسّمة للملك" الذي صُوِّر عدد من مشاهده حديثاً في المغرب. خلف الكاميرا يقف المخرج الألماني توم تايكوير الذي اقتبس هذا العمل من رواية الأميركي دايف إيغرز التي تحمل العنوان ذاته وصدرت قبل سنتين. أما الدور الأول فيؤديه النجم الأميركي توم هانكس الذي يجمع بين التمثيل والإخراج وكتابة السيناريو، وسبق أن حاز الأوسكار مرتين وجائزة "غولدن غلوب" أربع مرات. بعض مشاهد الفيلم صُوّرت بين مدينتي العيون وطان طان في الصحراء المغربية، فضلاً عن الاستوديوهات الطبيبعة لورزازت، التي تلقّب ب"هوليوود إفريقيا"، قبل أن ينتقل طاقم شركتي "إكس فيلم" و"بلايتون" إلى ألمانيا من أجل تصوير بقية المشاهد بين برلين وبوستدام. وستستمر عملية التصوير هناك حتى حزيران/ يونيو المقبل. وقبل أيام، نشرت شركة الإنتاج أول صورة من الفيلم يظهر فيها هانكس ببذلة زرقاء حاملاً حقيبة وسط الصحراء. وتعتبر هذه الصورة بمثابة ترويج للفيلم، سيما أن نشرها تزامن مع الدورة الجديدة لمهرجان "كان".
يشارك هانكس في بطولة الفيلم تريسي فاراواي، ساريتا شودوري، توم سكيريت. ومن الممثلين العرب يشارك المصري عمر إلبا في دور يوسف، والسوري جهاد عبده مجسداً دور الدكتور حدّاد، زميل الطبيبة التي سيقع في حبها ألان كلاي (توم هانكس)؛ وقد شارك هذا الأخير قبل فترة قصيرة في فيلم "ملكة الصحراء" (بطولة نيكول كيدمان) الذي تم تصوير مشاهد منه هو الآخر في المغرب. إضافة إلى هانكس وكيدمان، كان كلينت استوود قد غادر المغرب هذا الشهر بعد أن أنهى تصوير فيلمه الجديد عن حياة القناص الأميركي الشهير كريس كايل. ويشكل المغرب الوجهة الأولى عربياً وإفريقياً في استقطاب الأفلام الأجنبية، إذ شهد على مدار السنوات الماضية تصوير عدد من الانتاجات الضخمة في تاريخ السينما العالمية مثل: "مملكة الفردوس" و"المصارع" و"سقوط الصقر الأسود" لريدلي سكوت، و"الاسكندر" لأوليفر ستون، و"تجربة المسيح الأخيرة" لمارتن سكورسيزي، و"المومياء" لستيفن سومارز، و"بابل" لأليخاندرو غونزاليس، وغيرها من الأفلام التي يطغى على بعضها الطابع الاستشراق. واللافت في حكاية المخرجين الأجانب الذين يختارون المغرب لتصوير أفلامهم أن أسباب هذا الاختيار لا تكمن فحسب في غنى المناظر الطبيبعة وخصائص المناخ والضوء، بل أيضاً في رخص اليد العاملة من تقنيين ومساعدين وممثلين ثانويين. - See more at: http://www.alaraby.co.uk/culture/71da936c-51ff-4ec8-9668-909c2c411b98#sthash.tWP9JDxc.dpuf