أثار تسجيل صوتي منسوب لرئيس الوزراء وزير الخارجية القطري السابق الشيخ حمد بن جاسم ضجة كبرى في الأوساط الخليجية بسبب ما تضمنه من هجوم على السعودية، وفقا لما نشرته صحيفة العرب الصادرة في لندن اليوم الأربعاء. يأتي هذا التسجيل بعد أيام على تسريب تسجيل للأمير السابق الشيخ حمد بن خليفة يحمل بدوره هجوما على السعودية، ما يعكس عقدة قطرية من الدور الذي تلعبه المملكة إقليميًا ومحاولة مجاراة دورها بالاعتماد على الدعم الإسرائيلي والأمريكي. وكشف الشيخ حمد أن الدوحة أبرمت اتفاقية طويلة الأمد مع الأمريكيين تتضمن وجود قواعد عسكرية، كردة فعل على دعم الرياض عودة الأمير الأسبق الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني الذي أطاح بحكمه ابنه الشيخ حمد، مؤكدًا “سعينا دائمًا إلى امتلاك قوة يخاف منها السعوديون، ونحن نعلم أننا لا نستطيع خلق هذه القوة، وبالتالي لجأنا إلى الأمريكيين من خلال اتفاقية القواعد العسكرية على الأراضي القطرية”. ولم تقف القيادة القطرية السابقة عند الاستنجاد بالأميركيين الذين “وجهوا إنذارا للرياض”، بل طلبت الدعم الإسرائيلي، وهو ما أكده التسجيل المسرب حين قال “صار عندنا شعور بوجوب التخلص من السعوديين، ولكن لم يكن لدينا القوة الكافية لإخافتهم فتم اللجوء إلى الإسرائيليين وقد ساعدنا هؤلاء في تخفيف الضغط الأميركي علينا”. وأشار المسئول القطري السابق في التسجيل الذي تم بينه وبين العقيد الليبي الراحل معمر القذافي إلى أن “المنطقة مقبلة على بركان، وأن السعودية مقبلة على ثورة شئنا أم أبينا”. وذكر أن “الأمريكان عندهم استراتيجية واضحة بعد أن تهدأ العراق، وأنهم يفكرون أن السعودية لازم تتقسم إلى ثلاث مناطق". واعترف رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري السابق أنه اجتمع مع المخابرات الأمريكية والإنكليزية في لندن وطلبتا منه تحليل الوضع في السعودية، وأنه قال لهم إن “الوضع صعب في ظل وجود حكومة هرمة لا تترك تسيير الأمور للشباب”. وأضاف: “بينت لهم أنه لا أمل في الصف الأول للجيش السعودي لتنفيذ مخططهم بل إن تعويلهم لا بد أن يكون على الصف الثاني، فهؤلاء أناس يذهبون إلى أوروبا ولا بد من الإيقاع بهم عبر تقديم خدمات مجانية وبناء علاقات شخصية معهم”، وأنه “يمكن أن تشتغل عليهم سفارتنا في هدوء”. وسبق أن اثار شريط فيديو آخر نشر يوم الرابع من مايو ومنسوب لأمير قطر السابق حمد بن خليفة ضجة في مواقع التواصل الاجتماعي، وقد تحدث فيه عن خطة لإزعاج السعودية بحثها مع القذافي. ويُظهر هذا التسجيل أمير قطر السابق وهو يخاطب العقيد الليبي معمر القذافي مؤكدا أن “قطر هي أكثر دولة سببت إزعاجًا للسعودية”. ولا يكتفي بهذا التأكيد، وإنما يُضيف قائلاً: “لولا ارتفاع أسعار النفط الذي حصل في السبع سنوات الماضية، أقسم بالله إنه ما كان ليكون هناك شيء اسمه سعودية أصلاً”، على حد تعبيره. ولم يستبعد مراقبون أن تكون التسريبات متعمدة من دوائر الحرس القديم بقطر تهدف من ورائها إلى إفشال تعهدات الأمير تميم بن حمد تجاه دول الخليج، وهي تعهدات من شأنها أن تعيد سفراء كل من السعودية والإمارات والبحرين إلى الدوحة، وإعادة قطر إلى الصف الخليجي. واعتبر المراقبون أن الأشرطة المسجلة هدفها دفع السعودية إلى اتخاذ موقف صارم من المصالحة مع قطر وإعلان وفاتها لتبدو وكأنها هي من أفشلتها، ما يعني أن تظل الدوحة فضاء يتحرك فيه الإخوان بكل حرية للإساءة إلى دول الخليج ومصر.