لا يمكننا حجب الشمس بالغربال ؛ تعتبر ظاهرة الأمهات العازبات جرحا غائرا فى خصر المجتمع ؛ محاولة دس الرأس في الرمال لن يفيد شيئا .أي نعم نحن مجتمع يقال عنه مسلم و محافظ ؛ لكن هذه الظاهرة و ظواهر أخرى تنافي الدين موجودة ؛ لا داعي للتنصل منها ؛ و مما يزيد الطين بلة ؛ هو كيفية التعاطي مع هؤلاء الأمهات ؛ الشرع واضح و صريح ؛ الرجل و المرأة يتحملان وزر هذه العلاقة الآثمة ؛ لكن بما أننا مجتمع غارق في السادية ؛ و النفاق نفضل جلد المرأة لوحدها ؛ على اعتبار أن شريكها في العلاقة :هذاك غي راجل ؛ لو كانت الرجولة تقاس فقط بالشكل البيولوجي لكان البغل اعزكم الله سيد الرجال ؛ الرجولة مواقف و نبل و شهامة قبل أن تكون شكلا .الضروري الآن هو كيفية التعاطي مع ظاهرة الأمهات العازبات ؛ نعم اخطأن و في لحظة ضعف و طيش أو ربما في لحظة اغتصاب تعرضت له الضحية أصبح لدينا أطفالا ؛ ما ذنب هؤلاء حتى يجلدهم المجتمع ايضا ؛؟ ما ذنبهم حتى يصر المجتمع على أن يدفعوا فاتورة خطيئة لم يرتكباها ؟وصفهم بأولاد الحرام هو إهانة كبيرة لطفل ذنبه الوحيد انه أطل على هذه الدنيا نتيجة نزوة عابرة أو فعل إجرامي كالاغتصاب ؟ على المجتمع أن يحنو عليهم ؛ لأنه باهانتهم و تحقيرهم فالمجتمع يصنع أعداء له ؛ انه يصنع أشخاص ناقمين حاقدين ؛ همهم الانتقام من مجتمع لفظهم و نكل بهم .الضروري الآن هو التساؤل لما يتواجد في مجتمع نقول عنه مسلم أمهات عازبات ؟ المجتمع عوض أن ينكب على النقد الذاتي يختار الطريق الأسهل ؛ شتم و سب هؤلاء الأمهات ؛.لو أن الأسرة التي هي نواة المجتمع قامت بواجبها إزاء أبنائها و لقنتهم أبجديات التربية الحسنة و الإيمانية هل كنا لنعاني من هذه الظاهرة بهذه الحدة ؟ لنعلنها بصراحة نحن نمر بأزمة هوياتية و أزمة قيم و أخلاق ؛ هذه الأزمة ساعد في استفحالها ؛ الإعلام و المسلسلات المدبلجة التي ميعت العقول و طبعت مع العلاقات الغير شرعية و مع ثمار الحب .