درجت عادة أمهات هذا العصر تقديم العمل والنجاح المهني على كل أمر آخر. ليس في هذا الكلام انتقاص من حق كل امرأة في النجاح، ولا لومها على الانسياق وراء طموحها، إلا أن في تسليم الأطفال إلى من ليست أمهم في غالب أوقات النهار لا يكون دومًا الحل المريح . جلسة تعذيب هكذا كانت حال تلك المرأة، التي ظنت أنها أحسنت اختيار مربية منزلية لطفلها الرضيع، تتركه بين يديها الأمينتين معظم ساعات النهار، بينما تنشغل في المساهمة بتحصيل الرزق. غير أنها كانت من الذكاء بما جعلها تدس آلة تصوير رقمية سرًا في غرفة جلوسها، حيث تعتاد المربية الفاضلة البقاء والاهتمام بالطفل. لم يكن مفاجئًا ما شاهدته بعد ذلك، بل كان صادمًا بكل المقاييس. قبيديها الأمينتين نفسيهما، كانت هذه المربية تنهال على رأس الصبي ضربًا، أقل ما يقال عنه إنه يودي إلى الصرع إن لم يودي إلى الموت. أما السبب فما كان إلا رغبتها في مشاهدة برنامجها المفضل على التلفاز بهدوء وسكينة، من دون أن يعكر عليها الطفل صفوها بصراخه المستمر. لكن، لكم جلسة تعذيب كهذه خضع هذا الطفل المسكين، قبل أن تكتشف والدته أنها وضعته بيدها بين أنياب الوحش؟