يعيش النجم الارجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة الإسباني في العام 2014 حالة نفسية قاسية كانت لها تداعيات سلبية على أداءه الفني مع البلوغرانا هذا الموسم لدرجة جعلته محل سخرية و استهزاء من عشاق ناديه قبل الأندية المنافسة ، و هي الحالة النفسية التي يرشحها المتابعون للشأن الكروي ان تتعقد أكثر لدى البرغوث في حال تعرضه إلى واحدة من خمسة أمور تجعله يشعر بالرعب منها كلما فكر فيها خاصة انه سبق لنجوم آخرين قدامى أن عايشوها و لم ينجحوا في تجاوزها و بالأخص عندما يقترب اللاعب من سن الثلاثين. خمسة أمور تشكل خطر محدقا على مسيرة و مستقبل البرغوث ، خطراً لم يكن ميسي يفكر فيه قبل بلوغه ال 25 سنة او على الأقل لم يكن يرعبه بنفس الدرجة، وهي كالتالي: 1- إصابة خطيرة في وقت حساس : تعتبر الإصابة هي العدو الأول لأي لاعب غير أن خطورتها تزداد شدة عندما يتعلق الأمر بنجم مثل ميسي في سن ال 27 خاصة انه تعرض في فترة وجيزة لعدة إصابات كان آخرها بنهاية عام 2013 و التي ساهمت في خسارته لجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم . واجمع الخبراء على انه لولا تلك الإصابة التي تعرض لها البرغوث الأرجنتيني لكان قد تمكن من تحققها للمرة الخامسة على التوالي و أهم من ذلك ان ميسي تعرض للإصابة ست مرات متفاوتة الخطورة والغياب منذ نيسان 2013 فضلا عن حالة التقيؤ و الغثيان التي اصابته أثناء المباريات و التي عجز الاطباء المختصين عن معالجتها أو حتى إيجاد سببها رئيسيا لها . و يزداد خوف ميسي من الإصابة في منتصف الموسم و خاصة وأنها تزامنت هذا الموسم مع عام المونديال حيث يعصب عليه اللحاق بالبطولة مما يجعله يلعب بطريقة حذرة جداً تجعل من الصعب عليه ان يقدم أداءا فنياً و بدنياً عالياً خوفا من الاحتكاك بالمدافعين الأقوياء ، خاصة ان حالات كثيرة عرفها الموسم الحالي من الإصابات التي حرمت أصحابها من المشاركة في المونديال امثال زميله الإسباني فيكتور فالديس والكولومبي رادميل فالكاو و آخرون. 2- خسارة الكأس والخروج الأوروبي وتضاؤل الليغا : يصعب على نجم كبير مثل ميسي أن يخرج ناديه برشلونة خالي الوفاض من الموسم الحالي 2013-2014 حيث سيكون الموسم الأول الذي يفشل فيه البارسا من التتويج بأي لقب محلي أو قاري منذ غادر البرازيلي رونالدينهو النيو كامب عام 2008 واصبح ميسي النجم الأول للنادي من حينها . ففي الموسم الموالي قاد ميسي برشلونة لإحراز جميع البطولات الممكنة على الصعيدين المحلي و القاري ، و في 2010 احرز لقب الليغا ، و في 2011 نال الدوري و دوري أبطال أوروبا ، و في 2012 كان الموسم مخيباً للآمال و رغم ذلك نال مع الفريق كأس الملك الإسباني، و في الموسم المنصرم الصعب أيضا توج الفريق بطلا للدوري الإسباني ، بينما يتجه هذا العام لتضييع كافة البطولات فبعدما اقصي من أبطال أوروبا من اتلتيكو مدريد خسر نهائي الكأس من ريال مدريد و لم يتبقى أمامه سوى الظفر بلقب الدوري لكن الأمور ليست سهلة بل اقرب إلى المستحيل منه إلى الواقعية في ظل الترتيب الحالي للدوري ، حيث يقبع برشلونة في المرتبة الثالثة بفارق ليس بسيطاً عن المتصدر أتليتكو مدريد في ظل الأداء الهزيل الذي يقدمه الفريق و الذي يرشحه لتكبد هزائم آخرى في قادم الجولات . و في حال فشل البارسا في إحراز أي لقب فإن اصابع الاتهام ستوجه مباشرة إلى ميسي و ستحمله المسؤولية في ذلك لسبب بسيط ، وهو أنه يمثل النجم الأول و هو من يتقاضى أعلى راتب . 3- الاخفاق في كأس العالم : تشكل المشاركة في كأس العالم المقبلة في البرازيل مع منتخب بلاده الأرجنتين الأهمية بالنسبة لميسي حلماً و كابوساً في نفس الوقت . فهي كالحلم الذي يطمح إلى تحقيقه لبلوغ النجومية الكاملة مثلما كان الحال مع الأسطورة دييغو مارادونا عام 1986 خاصة ان قيادة البرغوث للتانغو للتتويج بالمونديال في قلب البرازيل الغريم الأزلي سيجعل الجمهور الأرجنتيني يصنفه قبل مارادونا ، و سيسمح له ايضا بالرد على المشككين في ولاءه للأرجنتين و الذين انتقدوه مراراً و تكراراً بإن ولاءه لبرشلونة أكثر من الأرجنتين بدليل انه يقدم مردوداً لا يقدمه مع التانغو بعدما اخفق في إحراز أي لقب لبلاده رغم انه شارك في مونديال 2006 و 2010 و كوباامريكا في 2007 و 2011 ، حيث يعلم ميسي جيداً انه لو نجح في الظفر بكأس العالم فإنه سيولد من جديد . اما في حال كون المونديال كابوسا ، فسيعمل ميسي كل ما بوسعه لتفاديه لانه إن قدر للمنتخب الأرجنتيني و اقصي من المونديال مبكراً فإن اللوم لميسي سيزداد و التهمة ستصبح حقيقة لا مفر منها و سيخسر البرغوث اغلب عشاقه في بلاده خاصة انهم يراهون عليه لتحقيق حلمهم بالتربع على عرش الكرة العالمية لثالث مرة بعد صيام طال أمده في وقت حقق الغريم منتخب السامبا لقبين في 2002 و 1994 و الوصافة في 1998. 4- تراجع نجوميته و شعبيته : منذ ظهوره الأول مع برشلونة في الموسم 2004-2005 اخذت اسهم ميسي كنجم تتصاعد بوتيرة متسارعة متجاوزاً كل النجوم رغم صغر سنه و شعبيته التي تجاوزت حدود إسبانيا و أوروبا بكاملها ليصبح النجم العالمي الأول بلا منازع خاصة بعد تتويجه بالكرة الذهبية الرابعة في إنجاز تاريخي غير مسبوق يصعب على أي لاعب آخر تحقيقه مستقبلا . ويبقى الموسم 2013-2014 يشهد تقهقر المستوى الفني لميسي لدرجة جعلت عديد الخبراء يشككون في قدرته على استعادة بريقه المفقود و يرون بإنه بداية النهاية ، حيث تزامن ذلك مع تسجيل ناديه لنتائج سلبية و تقلص معدله التهديفي مما دفع بعدد هام من عشاقه إلى الإنقلاب عليه خاصة بعد خسارة الكلاسيكو الأخير إذ وصفوه ب " المرتزق " و " غير المخلص " مما جعل نسبة هامة من جماهير النيو كامب ترفض تجديد عقده ، و هي مؤشرات تؤكد بان نجومية البرغوث بدأت تتراجع ، مؤشرات تجسدت في تقلص قيمته في سوق اللاعبين بنسبة كبيرة في وقت ارتفعت قيمة غريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو . و تبدو نجومية ميسي مرشحة للتراجع في المستقبل القريب مع بزوع نجوم آخرين يحققون نتائج خرافية مع أنديتهم ومن ابرزهم السفاح الاورغوياني لويس سواريز الذي يتجه بناديه ليفربول إلى إنهاء حالة الصيام للتتويج باللقب الإنكليزي الممتاز ، و دييغو كوستا الذي يقود ناديه اتلتيكو مدريد لاستعادة أمجاه فضلا عن النفاثة الويلزية لريال مدريد غاريث بايل. 5- انتداب مدرب جديد يقلل من شأنه : في ظل النتائج السيئة التي يسجلها هذا الموسم برشلونة تحت أمرة المدرب الارجنتيني جيراردو مارتينيو ، فإن لجوء الإدارة الكتالونية إلى الاستعانة بمدرب آخر في نهاية الموسم تبدو الفرضية الاقرب بعدما تأكد للجميع ان " تاتا " ليس بالمدرب المناسب لناد بحجم برشلونة . و يخشى ميسي ان يخلف مارتينو مدرباً لا يعامله مثلما كان يعامل من قبل الهولندي فران رايكارد و بيب غوارديولا و تيتو فيلانوفا وجيراردو مارتينيو ، خاصة في حال لم يتم إستشارته في تعيينه و اختياره من قبل الإدارة ، فالمدرب الجديد قد يأتي بنظرة سلبية إتجاه البرغوث و اعتباره السبب الرئيسي لفشل الفريق في عهد تاتا من خلال الاعتماد المفرط عليه في جميع المباريات باعتباره النجم الأوحد للفريق و عندما يغيب أو يقل مردوده يقع الفرق بكامله في مأزق لانه يشكل همزة وصل بين زملائه الوحيدة . و في هذه الحالة فإن نشوب خلافات بين ميسي و مدربه سيكون احتمالا وارداً و سيدفع ضريبته البرغوث خاصة في حال حقق الفريق حينها نتائج جيدة دون الرهان عليه ، وحينها سيتذكر ميسي جيداً الطريقة التي تعامل بها غواريولا مع المهاجم السويدي زلاتان ابراهيموفيتش في 2009-2010 و تفضيله للبرغوث مما جعل السلطان يشعر بضيق شديد اجبره على العودة إلى إيطاليا نادماً .