انتقل إلى عفو الله، بعد زوال يوم الجمعة 11 أبريل الجاري بالرباط الفنان عبد العزيز الشامخ ، أحد مؤسسي المجموعة الغنائية "ازنزارن"، بمدينة أكادير وذلك بعد معاناة مع المرض عن سن يناهز 63 عاما. وفي شهادة لرمضان بوعشرة، رئيس المجلس البلدي بالدشيرة الجهادية، في حق من يوصف بأيقونة الأغنية الأمازيغية العصرية، اعتبر أن الشامخ يعد أحد رواد الأغنية الأمازيغية مند السبعينات من القرن الماضي. وأضاف بوعشرة أن الشامخ أسس مجموعة فنية بالدشيرة الجهادية تسمى ازنزارن كانت تتناول قضايا اجتماعية ليتسع بعد ذلك إشعاع المجموعة إلى مجموع الوطن بل حتى الخارج، مضيفا أنه كان رحمه الله دائم الحضور في مجموع الملتقيات التي تناقش فيها قضايا تهم الأرض والأمازيغية إذ شارك في الملتقى الذي نظمته جمعية تامينوت والذي كان تحت شعار أكال أفكان أوال بمعنى الأرض والإنسان واللغة. وتابع بوعشرة أن المرحوم قدم في هذا الملتقى أغنية بوتاكانت بمعنى بوغابة كناية على المشاكل التي تعرفها منطقة سوس من جراء التحديد الغابوي، مشيرا إلى أنه إجمالا كان رحمه الله يشارك في كل القضايا الإنسانية بتعبيره وألحانه الأمازيغية الرقيقة. وقال بوعشرة "رحمة الله على الفقيد وتعازينا لأسرته الكريمة ولمجموعته الفنية ولأصدقاء المرحوم ولأهل سوس ولكافة المغاربة وإنا لله وإنا إليه راجعون". يذكر ان عزيز الشامخ من رواد فن المجموعات الغنائية بسوس ، وكان هو و رفيقه إگوت عبد الهادي الذي أسس معه مجموعة إزنزارن قبل ان يفترقا الى مجموعتين كل واحدة تحمل اسم ازنزارن مقرونا بأحد اسمائهما ، من اوائل الفنانين الذين ادخلوا هذا النوع من الغناء الى الفضاء الفني الامازيغي تأثرا بما كان سائدا آنذاك من ظواهر شبابية غزت عالم الغناء بأساليب جديدة ان على المستوى الوطني حيث عرفت تلك المرحلة ولادة ظاهرة الغيوان وجيلالة ، او المستوى العالمي الذي عرف سطوع نجم مجموعة roling stones ومجموعة البيتلز الشهيرة . حيث ان الراحل مع عبد الهادي شكلا عدة مجموعات قبل ان تستوي تجربتهما داخل إزنزارن من قبيل مجموعة تبغينوست ربما تيمنا باسم البيتلز وكذا مجموعة الأقدام وغيرها. يرجع الفضل للراحل في تعريف فئات عريضة من الشباب بفن إيقونة الغناء الامازيغي الرايس الحاج بلعيد حيث أعاد إخراج أغانيه في حلة جديدة ساهمت في التعريف بهذا الفنان الأسطورة في تاريخ فن الروايس ، كما ان مجموعة ازنزارن وسيرا على نهج تزنزارت قامت بملامسة مواضيع كثيرة ذات البعد الإنساني ، وغنت لشعراء أمازيغ كبار وعلى رأسهم الاستاذ محمد المستاوي وغيره ، كما عرف عن الراحل التصاقه مع قضايا الانسان والأرض والهوية حيث كان آخر عمل اشتغل عليه هو اخراج البوم تحت عنوان بوغابة مساهمة منه في مقاربة إشكالية الارض والعقار بسوس والتي تعرف نوعا من التوتر بين الساكنة وإدارة المياه والغابات التي تباشر عمليات للتحديد الاداري لأراضي محل نزاع بينها وبين الساكنة . وكان رحمه الله دائم الحضور في الملتقيات التي تنظمها تنسيقيات التصدي لسياسة المندوبية السامية للمياه والغابات كملتقى تدوارت وملتقى تزنيت وتارودانت غيرها ،رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته والهم ذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون .