الوضعية المزرية التي تعيشها النساء داخل مخيمات تندوف لم تعد تخفى على أحد ولكنها ربما المرة الاولى التي تتحلى سيدة صحراوية الاصل بالشجاعة الكافية لسرد ما وقع لها امام قناة تلفزيونية، فقد تحدثت هذه السيدة والتي قالت انها تقطن مخيمات اللاجئين جنوبالجزائر وتعيش على الاعانات ولا عمل لها، عما وقع بحقها من قبل وزير دفاع جبهة البوليساريو محمد لمين البوهالي إثر لجوئها اليه لتشتكي حالتها المزرية خاصة وإنها ارملة ولديها خمس اطفال إلا انه وعوض ان يمد لها يد العون مد لها سوط التحرش.... وحول ذلك صرح لشبكة الاندلس، الناشط مبارك السمان، وهو باحث في شؤون الصحراء المغربية وأوضاع اللاجئين بتندوف وقال: تعيش المرأة الصحراوية بمخيمات الاحتجاز جنوب تندوف قمة الاحتقار والإهانة وتعاني من أسوأ أشكال العنف الممنهج والممارس ضدها في غياب كامل لأدنى شروط العيش الكريم فضلا عن تعرضها لأسوا مظاهر الاستغلال البدني والجنسي في حقها وحق أبناءها الذين يسلبون منها بقوة لتهجيرهم خارج المخيمات في تحد صارخ للقيم والمواثيق الدولية، أضف الى ذلك كل مظاهر الاستغلال والتعدي على حرمة المرأة، منها ما يمسها بشكل مباشر كالاعتقال والتعذيب والتحرش والاغتصاب ومنها ما يحرمها من حقوقها الاساسية بل واستغلالها كورقة ضغط على زوجها وأبناءها ممن فضلوا الخروج من المخيمات في اتجاه حياة البدو والتجارة في دول الجوار. إن ما تحدثت عنه هذه السيدة اليوم هو نزر قليل من فظائع نظام البوليساريو الذي انتهج سياسة العقاب الجماعي بالاحتجاز والتحكم في رقاب الصحراويين وتعتبر هذه الشهادة الحية خروجا عن المألوف وشجاعة قل نظيرها نظرا لطبيعة المجتمع الصحراوي المحافظ والذي يعتبر الاغتصاب من الطابوهات التي تختفي وراء شرف العائلة باعتبار ذلك وصمة عار مما يخلق لدى الضحية حالة من الاحساس بالذنب والعار ويجعلها منطوية على نفسها وتتحول من ضحية الى مذنبة، غير أن هذه السيدة اليوم كسرت جدار الصمت بإخراج ما بجوفها مما يفتح الباب لظهور حالات أخرى كثيرة فضلت الصمت لعقود من الزمن وتئن تحت وطأة الحصار واللجوء القسري تحت نظام الحكم بقوة القمع والعنف بعيدا عن بلدها. وأضاف مبارك السمان: إن الجميع مدعو للتحرك اليوم قبل الغد للتعريف بمعاناة النساء والأطفال بالمخيمات والعمل على فتح تحقيق دولي حول هذه الجرائم المرتكبة في حق الصحراويات والتي ترقى الى جرائم ضد الانسانية في وقت تتحدث فيه بعض الجمعيات الدولية عن حقوق المرأة والطفل وتفضل أن تصم آذانها عن معاناة المرأة داخل مخيمات الاحتجاز القسري بتندوف