تم يوم أمس الخميس بالمقر الأوروبي للأمم المتحدةبجنيف عرض الشريط الوثائقي "هوية جبهة" الذي يرصد تاريخ نزاع الصحراء ويشير بالأصابع لتورط الجزائر في هذا النزاع الإقليمي، وذلك على هامش أشغال مجلس حقوق الإنسان. ويسلط هذا الشريط، وهو من إخراج حسن البوهروتي وتبلغ مدته ساعة ونصف، الضوء على السياق الجيوسياسي والجيوستراتيجي لنشأة جبهة (البوليساريو) من أجل فهم أفضل لإيديولوجية هذه الحركة الانفصالية والدعم الذي تلقاه والتصرفات التي تصدر عنها. ويقدم الفيلم مجموعة من الشهادات لعدد من المؤسسين السابقين وأعضاء سابقين في الجبهة وكذا صور من الأرشيف من المعهد الوطني الفرنسي السمعي البصري. ويهدف شريط "هوية جبهة"، حسب مخرجه، إلى تنوير الرأي العام الدولي حول حقيقة النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وإطلاع الأجيال الصاعدة على جذوره وعلى عدالة القضية الوطنية. وقال المخرج البوهروتي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قبيل عرض الفيلم، "طوال مساري المهني بأوروبا، وجدت أن عددا لا بأس به من الأشخاص يعربون عن مواقف مؤيدة للأطروحات الانفصالية للبوليساريو، دون أدنى معرفة بجوهر الصراع أو بالاعتبارات التاريخية التي تحيط به". وأضاف السيد بوهروتي أنه تعين إنجاز عمل تحليل كرونولوجي حول الظروف التاريخية لخلق جبهة البوليساريو في السياق العام لتصفية استعمار الصحراء والذي بلغت ذروته بتنظيم المسيرة الخضراء. وقال إن الجهل بحقيقة قضية الصحراء كان بالتحديد أحد الدوافع الرئيسية لإنتاج هذا الفيلم. ويتطرق الفيلم لتدخلات أطراف خارجية لزعزعة استقرار المغرب وإدامة الصراع ضدا على رغبة الساكنة والعائلات في المنطقة، والتي تجد نفسها مكرهة على معاناة التشتت والاختطاف بمخيمات تندوف، بالجزائر. وتظهر الشهادات المقدمة بوضوح أن جبهة (البوليساريو)، التي أنشأها طلبة صحراويون للكفاح ضد الاحتلال الإسباني، تم الاستحواذ عليها من طرف النظام الجزائري في محاولة منه لإضعاف المغرب وخدمة طموحاته للهيمنة في المنطقة. وخلال نقاش عقب عرض الشريط الوثائقي، تم إبراز جودة وموضوعية هذا العمل الوثائقي الذي سبق عرضه في المغرب وفي العديد من المدن الأوروبية، ضمنها بروكسل. وقد تابع هذا الشريط العديد من ممثلي المجتمع المدني المغربي والأجنبي وبرلمانيون ودبلوماسيون، بينهم السفير الممثل الدائم للمغرب في جنيف، السيد عمر هلال، وكذا ممثلين عن وسائل الإعلام.