توقّع تقرير نشر في لندن أن تتخذ المملكة العربية السعودية قرارًا بفرض عقوبات على دولة قطر في حال لم تذعن لمطالبها. في تحليل غداة سحب السعودية والإمارات والبحرين سفراءها من الدوحة، قالت صحيفة (فايننشال تايمز)، الإثنين، إن العقوبات السعودية المحتملة ضد قطر قد تشمل قيوداً مفروضة على المجال الجوي والحدود البرية. وأضافت أن على أمير قطر العمل على كيفية إيجاد حلول لتخفيف حدة التوتر بينه وبين دول الخليج. وأشارت في التحليل الذي حمل عنوان: "أمير قطر يواجه أول إختبار" إلى أنه من المفترض أن يكون الشيخ تميم بن حمد آل ثاني زعيماً توافقياً وأكثر مرونة - أو هكذا اعتقد جيرانه الخليجيون عندما أصبح أصغر أمير في أغنى إمارة في الخليج في حزيران (يونيو) الماضي. وأضافت الصحيفة اللندنية أن سحب ثلاث دول خليجية سفراءَها من قطر جاء نتيجة لعدم استجابة الأخيرة لمطالب جيرانها، مشيرة إلى أن ذلك يعني أن قطر رفضت إنهاء دعمها للجماعات الاسلامية في المنطقة والمضي قدماً في استضافتها المتعاطفين والمؤيدين لهذه الجماعات. وأشارت كاتبة المقال رولا خلف إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تصطدم فيها قطر مع جيرانها من دول الخليج وربما لن تكون الأخيرة أيضاً، وذلك لأن قناة الجزيرة القطرية لطالما أزعجت العديد من الحكومات العربية لتوفيرها منبراً للمعارضة على قنواتها. تصميم سعودي وحسب التقرير، يبدو أن السعودية مصممة على أن تحذو قطر حذوها في سياستها، لأن سياستها الخارجية جوهرية بالنسبة لطموحاتها العالمية. ونوه التقرير إلى أن الإنقسامات التي شهدتها دول الخليج تفاقمت بعد إطاحة الرئيس المصري الإسلامي محمد مرسي عبر ما وصفته الكاتبة بالانقلاب العسكري الذي جاء بعد وقت قصير من تولي الشيخ تميم سدة الحكم. وأشارت كاتبة التقرير في هذا المجال إلى أن قطر توفر موطناً وملاذاً للزعيم الروحي للإخوان المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي، أحد أكثر منتقدي دول الخليج المجاورة. وقال التحليل انه "منذ إطاحة مرسي في مصر، فإن السعودية تؤمّن دعماً مالياً للحكومة المصرية المدعومة من قبل الجيش، كما أنها تضغط بشدة لإيقاف انتقادات الدول الغربية للتغيير في مصر، وللقمع العنيف للإخوان المسلمين". وختمت الصحيفة تقريرها بنقل ما صرح به أحد المقربين للحكومة في الرياض: "نحن نكره الإخوان المسلمين، ونكره أي شخص يدعمهم، ولا نريديهم"، مشيراً إلى أن "قطر تعد اليوم متنفساً لهم".