ازدانت المكتبات المغربية، بمولود تربوي وترفيهي جديد، اختارت له الرابطة المحمدية للعلماء إسم "أيمن ونهى" تتويجا للجهود التي تبذلها المؤسسسة بخصوص قضايا الطفل، واهتماما منها بتربية النشء تربية سليمة أساسها القيم الإسلامية والتربية السوية، بعيدا عن الابتذال ومسخ الهوية المغربية للطفل. ويروم فريق العمل المكون من أطر مغربية شابة متخصصة في الرسم والتلوين والإخراج (عادل زروق، وعمرو الرواس، ويونس عبدو)، إلى إصدار مجموعة من الأجزاء، أوكلت مهمة كتابة عشر منها إلى الأستاذ أحمد أومال، المهتم بأدب الطفل، إلى جانب بعض الأقلام الأخرى المهتمة بالكتابات الموجهة للأطفال. "أندلس برس" التقت بالزميل مصطفى ليادري، المكلف بمتابعة إنتاج وتنفيذ سلسلة أيمن ونهى الورقية، فكان هذا اللقاء. ما هي أسباب نزول سلسلة "أيمن ونهى" في هذه الحلة؟ المتتبع لأنشطة الرابطة المحمدية للعلماء يلتمس مدى الأهمية التي توليها لهذا المجال، ومن أبرز الإشارات لذلك ندوة "الدين والطفل" التي نظمتها المؤسسة بالتعاون مع المرصد الوطني لحقوق الطفل، وذلك سنة 2006، ومنذ تلك الحقبة، والعمل متواصل على هذا المشروع الذي اتضحت معالمه من خلال الموسوعة المحمدية للناشئين، والتي تعد سلسلة أيمن ونهى أولى ثمراتها وصولا لأيدي أطفالنا، حيث جاءت كإسهام من الرابطة لإغناء وإثراء الإنتاج الوطنية في هذا المجال. وقد اعتمد فريق عمل سلسة أيمن ونهى في تضافر كامل للجهود على أن تخرج السلسة للوجود في قالب يظهر مدى تقدير وتوقير المغاربة لكبار السن، من خلال الجدة عائشة التي تروي لحفدتها قصص من عمق الواقع المغربي عن بطلينا أيمن ونهى الأخوين بمغامراتهما داخل وبضواحي قريتهما، في قالب حكائي مشبع بالقيم التي تربينا وتربى عليها أسلافنا، أبطال من واقعنا، بملامحنا وملابسنا، في نفس الأزقة التي نمر بها والمحيط الذي نعيش فيه، بكل بساطة سلسلة مغربية نصا ورسما وإنتاجا، لأطفالنا في الداخل وأطفال جاليتنا بالخارج، لكل الأطفال. + ماذا عن طاقم المشروع؟ ++ يتكون فريق عمل سلسلة أيمن ونهى من نخبة من الشباب المختصين في التصميم والإخراج، وذلك ضمن خلية رصدت لها الرابطة المحمدية للعلماء كافة الوسائل اللوجيستية، لتكون ظروف العمل جد مناسبة لإنتاج عمل فني متميز نروم من خلاله الوصول إلى مخيال الأطفال وملموسهم، خاصة أننا نتحدث عن أطفال يعتمدون في اختياراتهم على الشكل والألوان قبل المضمون. نجد ضمن هذا الفريق الثنائي المقتدر عادل زروق وعمرو الرواس اللذان أبدعا لنا هاتين الشخصيتين في شكلهما الحالي، وكذا باقي الشخصيات والأماكن التي يظهر من خلالهما أيمن ونهى، في عدة مراحل بدءا بأفكار الرسوم بقلم الرصاص، مرورا بالرسوم النهائية الرقمية، انتهاء بمرحلة التلوين ووضع الإضاءة والظلال ومسار الحركات، ليمر العمل للأستاذ يونس عبدو لعملية الإخراج النهائي بتصميم الغلاف ووضع دوائر النصوص للشخصيات حسب ترتيب الحوار والأحداث. أما فيما يخص النسخة الإلكترونية لسلسة أيمن ونهى (aymanouha.ma) والتي أعلن عنها فضيلة الأمين العام الدكتور أحمد عبادي خلال انعقاد المجلس الأكاديمي السادس، فهي من اختصاص المهندس إسماعيل لحرش الذي يعمل ضمن الفريق عليها وهي في مرحلة التصميم ما قبل النهائي، وستضم بالإضافة إلى أعداد السلسلة بصيغة متحركة، وأود فقط التذكير بأن فريق العمل يتسع كونه في طور التشكيل حسب الأولويات وكذا المشاريع. وتبقى الخلية على اتصال دائم بمختلف المراكز البحثية للرابطة المحمدية للعلماء في مختلف مراحل إنتاج سلسلة ايمن ونهى أو أي من مشاريع الموسوعة المحمدية للناشئين التي هي قيد الإنجاز، إضافة إلى تعاقد الرابطة مع نخبة من الأقلام الوطنية المهتمة بأدب الطفل، والأجزاء العشر الأولى من كتابة الأستاذ الفاضل أحمد أومال إلى جوار أعمال أخرى. ماذا عن آفاق المشروع، خاصة أنه صدرت إلى حد الآن أربعة أعداد، وبالتأكيد سوف تصطدمون بانتظارات الأطفال الذين تصفحوا العدد؟ يمكن حصر آفاق المشروع في ثلاث نقاط: نحن على وعي في الرابطة المحمدية للعلماء بمدى أهمية العالم الافتراضي والحيز الكبير الذي أخذه داخل ثقافة أطفالنا فالعمل والجهد منصبان على موقع السلسة ليكون في مستوى تطلعاتهم. إنجاز مجموعة متكاملة من الألعاب التعليمية وكتب التلوين والأقراص التفاعلية والأناشيد التربوية والأفلام الكرتونية تحمل كلها تيمة أيمن ونهى، ترمي الرابطة من خلالها إلى تنمية قدرات الطفل الحسية والمعرفية في قالب يراعي ويعتمد على الهوية والخصوصية الوطنية. من أجل تواصل مباشر مع أطفالنا سيتم بحول الله، وابتداء من العدد الثالث تنظيم زيارات ميدانية لفريق عمل أيمن ونهى في إطار ما سمي "بقافلة أيمن ونهى"، لزيارة مختلف المؤسسات التعليمية والمؤسسات الاجتماعية ومؤسسات الرعاية والإسعاف وغيرها من المؤسسات، وكذا المشاركة في مختلف المعارض الوطنية والدولية والمحافل التي تعنى بالطفل.