تعقد لجنة القدس، الهيئة المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، اليوم الجمعة وغدا السبت بمراكش، دورتها ال20 التي تلتئم في ظروف استثنائية تمر بها غالبية الدول العربية، مما دفع بالعاهل المغربي الملك محمد السادس، حسب معلومات دقيقة حصلت عليها "شبكة أندلس الإخبارية"، إلى السعي إلى استعادة الدور الريادي الذي ما فتئ المغرب يلعبه منذ ستينيات القرن الماضي في الدفاع عن الهوية العربية والإسلامية للمدينة المقدسة. وإن كانت الدورة العشرون للجنة القدس تنعقد في أعقاب إعلان إسرائيل الأسبوع الماضي عن خطة جديدة لبناء أكثر من 1076 وحدة سكنية جديدة في القدسالمحتلة، المدينة التي تعيش على إيقاع تنامي الوحدات الاستيطانية، فإن تحرك اللجنة التي يرأسها العاهل المغربي، يأتي في إطار خطوة للانفتاح على باقي الشركاء الدوليين المنخرطين في عملية مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. فإعلان إسرائيل عن هذه الخطة الاستيطانية الجديدة، يشكل تحديا جديدا للمجتمع الدولي، بما في ذلك الولاياتالمتحدة التي تعتبر احتلال الأراضي الفلسطينية غير قانوني وغير شرعي ويمثل عقبة رئيسية أمام الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق بشأن استئناف محادثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وموازاة مع هذا القرار، تأتي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه ياعلون، التي تهجم فيها على وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، لتزيد الطين بلة، حيث أكد فيها أن كيري بات يتصرف في سعيه للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين ك"المخلص المنتظر"، من منطلق فكرة "متسلطة عليه وغير مفهومة". كل هذه التطورات دفعت بالعاهل المغربي إلى دعوة شخصيات مهمة تمثل القوى العظمى إلى المشاركة في هذه الدورة وعلى رأسها ممثلون عن الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا، راعيتا عملية السلام. كما تسعى هذه الدورة، الأولى من نوعها التي تنعقد منذ 13 سنة، إلى خلق دينامية جديدة بين أعضاء اللجنة وفاعلين دوليين لهم تأثير في عملية السلام بالشرق الأوسط مثل الاتحاد الأوروبي والفاتيكان والأمم المتحدة والجامعة العربية بالإضافة إلى الدول القوى العظمى التي لها دور مباشر أو غير مباشر في هذه العملية.