عاينت "شبكة أندلس الإخبارية" حالة الاحتقان غير المسبوق التي تعيشها الجاليات الإفريقية بطنجة بعد مقتل مهاجر كاميروني على يد الشرطة، مساء أمس الأربعاء، خلال عملية أمنية في المنطقة القريبة من مطار بوخالف، في حين تنفي الشرطة أية مسؤولية لها في هذا الحادث. وذكرت مصادر حقوقية لمراسل "شبكة أندلس الإخبارية"، أن المهاجر الكامروني سيدريك بيني والذي يبلغ من العمر 16 سنة، سقط من الطابق الرابع للعمارة التي يقطن بها بمجمع العرفان بحي بوخالف، عندما داهمت القوات المساعدة الشقة خلال عملية روتينية من العمليات التي تقوم بها لمكافحة الهجرة السرية. وأشار ذات المصدر إلى أن الشاب الكامروني صعد إلى الشقة التي كان يقطنها إلى جانب عدد من أصدقائه بعد مداهمة قوات الأمن للحي بحثا عن المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين. وإثر مشادات مع عناصر القوات المساعدة سقط سدريك من نافذة الشقة ولقي حتفه على الفور. من جهة أخرى، طالبت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان الجهات المسؤولة، بفتح تحقيق جدي ونزيه حول ظروف وملابسات الشاب الكامروني الذي وصل إلى المغرب قبل اشهر فقط بهدف عبور مضيق جبل طارق سرا للالتحاق بإسبانيا. وذكر تقرير لذات الجمعية، استنادا إلى شهادات مجموعة من المهاجرين الأفارقة، أن الضحية تعرض للدفع من طرف العناصر الأمنية التي اقتحمت الشقة في ا لطابق الرابع بإحدى العمارات مما تسبب في سقوطه حيث أصيب إصابات خطيرة عجلت بوفاته. " و امام هذه الفاجعة قامت مجموعة من رفاق الضحية ، بتنظيم مسيرة احتجاجية فى اتجاه وسط المدينة، حاملين جثمانه على الأكتاف، إلا ان السلطات الامنية اعترضتهم على مستوى مدار مسنانة، و قامت بقطع الطريق و محاصرتهم لمنعهم من مواصلة مسيرتهم "، يضيف نفس التقرير.
من جهتها، ذكرت السلطات المحلية بطنجة أن عنصرين من القوات العمومية أصيبا بجروح، امس الأربعاء، بطنجة، وذلك خلال عملية إخلاء جثة شخص كانت ملقاة على الطريق العمومية، والتي حاول إعاقتها بعض المرشحين للهجرة غير الشرعية الذين أرادوا استغلال الحادث بتنظيم مسيرة على شكل موكب جنائزي. وأوضح المصدر ذاته، عبر قصاصة بثتها وكالة الأنباء الرسمية "ماب"، أنه بعد اتصال هاتفي بصوت أنثوي، تلقته الوقاية المدنية بعد ظهر امس، يخبر بعملية التخلص من جثة شخص ملقى على الطريق العمومي بحي العرفان الواقع بالمدار الحضري طنجة/بوخالف، انتقلت سيارة إسعاف على وجه السرعة إلى المكان المشار إليه.
وأضاف المصدر أن عناصر الوقاية المدنية لم تتمكن من إخلاء جثة الهالك بسبب اعتراض بعض المرشحين للهجرة غير الشرعية الذين قاموا بإلقاء الحجارة والتحلق حول الجثة في محاولة لاستغلال هذا الحادث من خلال تنظيم مسيرة على شكل موكب جنائزي. وحينما وصلت القوات العمومية إلى عين المكان، تمت استعادة جثة الهالك ونقلها إلى مستودع الأموات. وخلال هذه العملية أصيب عنصران من القوات العمومية بجروح، وتم فتح تحقيق تحت إشراف النيابة العامة المختصة من أجل تحديد ملابسات الوفاة.