تحدث الرئيس الأمريكي باراك أوباما هاتفيا مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند لمعالجة "المسائل القانونية" التي أثارتها فرنسا بخصوص برامج التجسس الأمريكية، وفقا لبيان صادر عن البيت الأبيض. ووفقا للبيان، ناقش الرئيسان الاثنين ما نشرته مؤخرا صحيفة "لوموند" الفرنسية حول عملية تجسس واسعة النطاق أجرتها وكالة الأمن القومي على الاتصالات الواردة من فرنسا. وأوضح البيان أن "بعض" هذه المعلومات "يشوه أنشطة الولاياتالمتحدة"، مع الاعتراف بأن بعضها "يتعدى على الحقوق القانونية لأصدقائنا وحلفائنا". ووفقا لوثائق وكالة الأمن القومي التي نشرتها صحيفة (لوموند) الفرنسية الاثنين، قامت الولاياتالمتحدة بالتجسس على نحو 70.3 مليون اتصال من فرنسا في غضون 30 يوما بين أواخر عام 2012 وأوائل عام 2013. وأكد أوباما لهولاند على أن "الولاياتالمتحدة بدأت مراجعة الطريقة التي تستخدمها الاستخبارات الأمريكية لجمع المعلومات والبيانات لتحقيق التوازن ومراعاة خصوصية وأمن الجميع وخاصة حلفائنا". و"اتفق الرئيسان على ضرورة الاستمرار في علاج هذه المسألة من خلال الطرق الدبلوماسية" وفقا لبيان البيت الأبيض. وفي وقت سابق، أكدت المتحدثة باسم مجلس الأمس القومي الأمريكي، كاتلين هايدن، في بيان أن "المعلومات الاستخبارية التي جمعتها الولاياتالمتحدة جمعت بنفس الطريقة التي تستخدمها البلدان الأخري". وسيط سنودين يعد بمعلومات "صاعقة" حول التجسس في الأمريكتين من جهة أخرى، أكد الصحفي جلين جرينوالد، المتصل الرئيسي بالخبير التقني السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي إدوارد سنودين، أنه لا تزال تتبقى الكثير من "الصواعق" لنشرها، تتعلق بأنشطة الولاياتالمتحدة المتعلقة بالتجسس في أمريكا اللاتينية. وقال جرينوالد في مداخلة عبر "الفيديو كونفرانس" أمام الجمعية نصف السنوية لمجتمع الصحافة الأمريكي "يتبقى الكثير للخروج (إلى النور)، بما في ذلك بيانات موزعة لكل بلد: الأرجنتين، فنزويلا، كندا... عن كل دول القارتين". وأكد للصحفيين الحاضرين في الاجتماع الذي تستضيفه مدينة دنيفر بولاية كولورادو منذ الجمعة الماضي "وكالة الأمن القومي تقوم بأنشطة تجسس كثيرة في أمريكا اللاتينية، نشاطها الاقتصادي وحكوماتها". وعلى حسابه بموقع (تويتر)، أشار جرينوالد أمس كذلك إلى أنه ستظهر "عما قريب" معلومات تتعلق بالتجسس الأمريكي في إسبانيا، تلي ما نشرته صحيفة (لوموند) الاثنين أيضا عن فرنسا. وأبرز جرينوالد في مداخلته أن "أغلبية" الملفات التي حملها سنودين معه أثناء هروبه من الولاياتالمتحدة إلى هونج كونج ومنها إلى روسيا "لم تنشر بعد"، وأبدى ثقته بخروجها للنور قريبا. وقال الصحفي "يمكنني أن أعد، بالتأكيد، بظهور المزيد من الأخبار، لا تقل أهمية على الأقل عما تم الكشف عنه"، مشيرا إلى أن الكثير منها يتحدث عن التجسس الداخلي "للولايات المتحدة على أمريكيين". وأدان جرينوالد قيام بريطانيا "باتهام" صحيفة (جارديان) التي يعمل بها، الأمر الذي "بطأ عملية النشر"، وأبدى أسفه مجددا لاعتقال زميله البرازيلي ديفيد ميراندا لعدة ساعات في مطار لندن، أثناء محاولته مغادرة البلاد.