في إطار الجدل المرتبط بطرد المغرب لعدد من المسيحيين من جهة و بحرية بناء المساجد في أوروبا من جهة أخرى، صرحت نائبة رئيس الوزراء الأولي ماريا تريسا فرناندث دي لافيغا بأن المغرب لن يمانع في بناء كنائس على ترابه حالة وجود العدد المعقول من المؤمنين المسيحيين، كما يحدث في دول أفريقية أخرى. وقد قامت الوزيرة بهذا التصريح على راديو بونتو بعد أن سئلت عما اعتبر مفارقة، وهو منع المغرب بناء كنائس كاثوليكية فيما يطالب المغاربة في إسبانيا ببناء المساجد و يلقون دعما حكوميا لمطالبهم. وقد أشارت الوزيرة في معرض جوابها إلى أنه في حالة وجود عدد قليل فقط من المسيحيين في المغرب فإنه من الصعوبة المطالبة ببناء كنائس و تبرير هذا المطلب، أما في حالة وجود جالية مسيحية كبيرة فلن يمانع المغرب "في بناء كنائس لها كما تبنى في دول أفريقية". وقد نوهت دي لافيغا بتحالف الحضارات "كوسيلة جيدة للتقريب بين المواقف" و"تشجيع التفاهم". و هو ما أضحى أمرا حيويا "لأن الإنسانية تتقدم ليس عبر المواجهة وإنما بفضل الاحترام و الحوار"، وحوارالحضارات هو إطار يشجع هذه المقاربة، ويوفر قدرا من التعارف بين الأطراف، و يتيح تجاوز العداوة الرخيصة التي تنجم عن عدم معرفة الآخر و نذرة المعلومات حوله. و أعربت ذي لافيغا عن يقينها من أن "حوار الحضارات" سيسهل هذا التعارف، وسيمكن من تعميق المعرفة بمعايير التصرف والسلوك المقررة في الثقافات الأخرى ومن ثم محاولة تفهمها. جدير بالذكر أن بناء الكنائس هو إحدى المسائل التي ينبغي أن تزاح عنها الشبهات، فكم مرة يصدم الواحد منا بمحاوره الإسباني و هو يحتج عليه بانعدام الكنائس في الدول الإسلامية واستحالة بنائها هناك. وهو ما لا يزيد عن كونه عكس للصفاء العقدي الكاثوليكي الذي تميزت به إسبانيا في قرونها الأخيرة على عالم الإسلام، فينطلق عادة العقل الإسباني من واحدية الكنيسة الكاثوليكية في إسبانيا التي دامت قرونا ليتصور الوضع في الضفة الأخرى على الشاكلة الثقافية التي سادت هنا، وهو الخطأ الذي وقع ضحيته مستجوب دي لافيغا.