اعتبر المحلل السياسي والخبير في الشؤون المغاربية، الدكتور عبد الفتاح الفاتحي، في تصريح لشبكة أندلس الإخبارية، أن مهمة الدبلوماسية المغربية الرسمية كانت جد عسيرة، لإقناع الولاياتالمتحدةالأمريكية والمنتظم الدولي بسحب قرار توسيع صلاحيات بعثة المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في المراحل الحاسمة، قبل أن تحقق أكبر نصر لها لأنها من جهة سحبت القرار ومن جهة أخرى أكدت على استحالة المس بالسيادة الترابية وقد كان ذلك هو مربط فرس دبلوماسية البوليساريو والجزائر. وقال الفاتحي، إن الدبلوماسية المغربية لعبت بكامل أوراقها لإقناع الولاياتالمتحدةالأمريكية والمنتظم بخطورة هذا القرار لانعكاساته الخطيرة على أي مستقبل لحل النزاع وكذا على الأمن الإقليمي في المنطقة المغاربية ومنطقة الساحل والصحراء. وعاشت إثر ذلك أسوء أيام عملها عشية تقديم المقترح الأمريكي رسميا لتوسيع مهام المينورسو، القرار الذي كان مفاجئا من بلد صديق، واقع ذلك كشف عنه المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون حينما قال في إفادته أمام مجلس الأمن الدولي يوم الإثنين الماضي بالقول: "كان الملك محمد السادس خلال لقائي به كان محبطا ومتأسفا كثيرا وقال أنه لا يوجد مبرر لمقترح توسيع مهام المينورسو". وحيث إن القرار الأمريكي كان يهدد أسس الموقف التفاضي حيال قضية الصحراء، فإن ذلك فرض على الدبلوماسية المغربية التلويح بعدم التعاون في حال تمرير هذا القرار، وما يعني أن المغرب وصل في دفوعاته مع أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى آخر السيناريوهات الممكنة دفاعا عن رمزية سيادته الترابية. وأشار المحلل السياسي والخبير في الشؤون المغاربية، أنه إذا كان المغرب قد كسب معركة حقوق الانسان أمميا إلا أنه عليه عمل ميداني في الأقاليم الجنوبية وكامل التراب المغربي لتجاوز تحدي حقوق الإنسان وتحدي تحرشات انفصالي الداخل عبر توسيع تحركاتهم والتجييش لتنظيم تجمهرات ومظاهرات مما يبقي حقوق الانسان سيفا مهددا للسيادة الوطنية مما يقتضي حسن تدبيره في كامل التراب المغربي. وأضاف، أن هذه الخطوة تأتي بعد نشر الولاياتالمتحدةالأمريكية لطائرات بدون طيار في النيجر، وأنه قد يرجح لها بناء على المعلومات الاستخباراتية المجمعة بأن منطقة الساحل والصحراء لاتزال تشكل فضاء يهدد الأمن الإقليمي والدولي، وأن ذلك يستدعي تعبئة عسكرية للتدخل السريع. وعن خبر نشر واشنطن 550 من مشاة البحرية للرد السريع على شمال إفريقيا قال الخبير،يقول الفاتحي" أن اعتزام الولاياتالمتحدةالأمريكية نشر 550 فرد من مشاة البحرية وتسع طائرات "أوسبراي" في إسبانيا كقوة للرد السريع على الازمة في شمال افريقي، يأتي منسجما وتنسيقها العسكري مع المغرب من خلال المناورات العسكرية التي تقيمها قواتهما بشكل دوري، بمضمون التدريب على التدخل العسكري في الصحراء الإفريقية الكبرى". وتقديرا لواقع الأزمة في منطقة الساحل والصحرء ونظرا لأهمية المملكة المغربية الفعال في فرض الأمن والاستقرار بالمنطقة، فإن سحب الولاياتالمتحدةالأمريكية قد اقتنعت بحتمية سحب مشروعها بتوسيع صلاحيات المينورسو في الصحراء، لاسيما أن المملكة المغربية قد حذرت من مغبة القرار الأمريكي على الأمن الإقليمي في منطقة الساحل.