حتى وقت قريب كانت الدعوات الخافتة التي يطلقها أفراد و مؤسسات، بضرورة اعتراف الدولة الإسبانية بالمنحدرين من أصول موريسكية ومنحهم نوعا من الاعتبار، تثيرالإستغراب والتعجب في الشارع الإسباني. غير أن الدعوة آخذة في التقدم والتبلور في حركة مطلبية محددة الملامح. وهكذا فقد قدمت مؤسسة بلاس إنفانتي مرشحها لجائزة أستورياس الدولية للوفاق وهي مجموعة المنحدرين من أصول مورسكية. وقد تزامن هذا الترشيح مع الذكرى 400 لآخر طرد تعرض له المسلمون من إسبانيا، وتدعم الترشيح العديد من الشخصيات المهمة مثل وزير الشغل السابق مانويل بيمنتل، مدير مكتبة البيت السفاردي سيباستيان دي لاأوبرا، رئيس المجلس الإسلامي منصور إسكوديرو، والكاتب الراهب خيسوس سانشث أدليد. ويدعم المشروع من عالم الثقافة شخصيات مرموقة مثل البرتغالي خوصي سرماغو، أمين معلوف، خوان غويتسلو والفيلسوف الفرنسي سامي ناير. والذين يعتبرون منح الجائزة للمنحدرين من أصول موريسكية إشارة رمزية ضرورية للاستعادة الكاملة للذاكرة الجماعية الإسبانية. وقال بيمنتال للصحفيين الذين حضروا لتغطية وقائع تقديم الترشيح المورسكي، بأن الجائزة ستشكل تنويها بالأسلوب المثالي الذي اتبعه أحفاد المورسكيين في المحافظة على معالم هويتهم الثقافية هناك حيث حلوا، وأضاف أن الجائزة حال منحها لهذه الجماعة ستشكل "تعويضا معنويا"، و"لقاء جميلا و منسجما مع تاريخنا". وقد تم الإعلان عن الترشيح في البيت السفاردي بقرطبة، الذي يقع في قلب الحي اليهودي في المدينة العتيقة قبالة البيعة اليهودية، وعلى مقربة من الجامع الأموي، وهوماشحن هذا الترشيح بجرعات رمزية عالية. وقال مدير مكتبة البيت السافردي للصحفيين "انطلاقا من التقليد السافردي نطلب لإخواننا المورسكيين نفس ما ناله اليهود السافرديون". وذكر بأنه قبل عشرين سنة تم الإعتراف بالجماعات السفردية بمنحها جائزة أمير أستورياس. ونقول ما علينا إلا أن ننتظر ونبصر، ونتمنى أن لاتكون الجوائز الإسبانية حكرا على أميناتو حيدر.