بعد رحيله أول أمس الأحد في إحدى المصحات الخاصة بمدينة مراكش، عن عمر يناهز 69 عاما بعد صراع مع المرض، ووري جثمان فقيد الفكر والاقتصاد المغربي إدريس بنعلي الثرى بعد ظهر اليوم بمقبرة الشهداء بالرباط. وشيعه إلى مثواه الأخير عشرات الشخصيات من عالم السياسة والاقتصاد والفكر والإعلام. وسط حشد غفير شيع الفقيد كل من عبد الله باها وزير الدولة، ولحسن حداد وزير السياحة ، ونبيل بنعبد الله وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة ، ومصطفى الخلفي وزير الإتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، وإدريس جطو رئيس المجلس الأعلى للحسابات، ومحمد العوني رئيس منظمة حريات الإعلام والتعبير، ونبيلة منيب الأمين العام للحزب الإشتراكي الموحد، وعن جماعة العدل والإحسان محمد الحمداوي. ويشهد الحضور على اختلاف مشاربه على ما كان للرجل من احترام في نفوس الفاعلين في شتى المجالات بالمغرب. ونشأ الفقيد في الرباط بين أحياء ديور الجامع والعكاري٬ معقل الحركة الوطنية في ذلك الوقت. وفقد بنعلي والده عندما كان في الثانية من عمره٬ وترعرع على يد والدته وجده وجدته من ناحية الأب. درس بنعلي بثانوية مولاي يوسف بالرباط٬ كما أمضى سنة في المستوى الثانوي بطنجة٬ ليكمل دراسته بفرنسا، بعد حصوله على شهادة الباكالوريا٬ توجه بنعلي إلى غرونوبل لدراسة الاقتصاد٬ ليختار بعدها العودة إلى الوطن والمساهمة في تطويره. بدأ الفقيد مسيرته التدريسية في المغرب بجامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء، قبل أن يلتحق بجامعة محمد الخامس بالرباط. على امتداد أزيد من ثلاثين سنة ترك الفقيد بصماته على أجيال من الأطر وصناع القرار٬ سيما من خلال الآراء التي كان يدلي بها بخصوص الإشكاليات الكبرى التي يعرفها الاقتصاد.