تصارع الدراما السورية الأحداث التي تمر بها سوريا للالتحاق بالموسم الرمضاني 2013، وعلى الرغم من الصعوبات التي تواجه المبدعين والفنانين في ظل ما تمر به البلاد من موت ودمار، إلا أن الكثير من المخرجين والنجوم قرروا استئناف أعمالهم إما في مناطق داخل سوريا تكون بعيدة عن الأماكن التي تشهد أحداث عنف، أو بالتصوير في دول أخرى تتماشى أجواؤها مع السياق الدرامي لهذه الأعمال. كما أن هناك أعمالا أخرى من المتوقع تأجيلها نظرا للتكلفة الإنتاجية العالية في ظل تدهور الحالة الاقتصادية في سوريا، مما لا يوفر الميزانيات المطلوبة لاستئناف هذه الأعمال. وكان مسلسل "قمر شام" بطولة الفنان بسام كوسا على رأس الأعمال التي قرر صناعها استئناف التصوير خارج المناطق المشتعلة في سوريا. كما استأنف الفنان عباس النوري تصوير مشاهد مسلسل "خواتم" في لبنان بعيدا عن الأجواء المشحونة التي تمر بها سوريا. فيما توقف تصوير مسلسل "رابعة العدوية" بطولة الفنانة نسرين طافش ومن إخراج زهير قنوع، والذي تم تأجيله للمرة الثالثة على التوالي، فلقد أكدت الفنانة نسرين طافش صاحبة شركة "ميراج" المنتجة للعمل أنه تم تأجيل تصوير العمل لأن شروط العمل التّاريخي كانت مبنية على أساس تصويره في سوريا وفي أكثر من محافظة، لكن الأحداث المتسارعة للثورة السوريّة أثرت على إنتاج العمل وحالت دون استكماله، لافته أنه قد جرى مع القائمين على العمل حديث لاستكمال التصوير في المغرب، لكن الظروف السياسية وتأمين تأشيرات السفر لبعض الفنانين السوريين حالت دون ذلك أيضا، فقاموا بمحاولة أخرى حول إمكانية تصوير المسلسل في مصر، إلا أنهم واجهوا مشاكل أخرى بسبب عدم تمكن بعض الفنانين من التنقّل خارج سوريا، فيما استقر آخرون في الإمارات وأمريكا ومصر وغيرهم، وهذه الأسباب مجتمعة أدت إلى تأجيل العمل لأجل غير مسمى. استمرار الدراما السورية أما الفنانة لورا أبو أسعد مديرة شركة فردوس للإنتاج الفني، فقد أكدت أن الدراما السورية بالفعل تواجه عدة مشاكل من أهمها أن القائمين على الإنتاج الدرامي السوري غير محصنين ضد الأزمات، وذلك لعدم توفر محطات سورية كافية للعرض، فضلاً عن أن سوق الإعلانات غير كافية لضمان استمرار هذه المحطات، لافتةً إلى أن هذه المشكلة تجعل المحطات غير السورية تفرض شروطها على شركات الإنتاج المحلية سواء في الأسعار أم المضمون الفني. وعما تمر به الدراما السورية، يقول المخرج باسل الخطيب إن الجمهور مشتت بسبب التغيرات الكبيرة على مساحة الوطن العربي، ولفت الخطيب إلى أن ما يحدث الآن سيحفز الكتاب لالتقاط تفاصيل ما يحدث وسيدفعهم للتدقيق أكثر من أجل تكوين رؤى فكرية تقودهم لكتابة تتمتع بالحساسية العالية والمسؤولية عن هذه المرحلة التي تمر بها سورية، وأضاف الخطيب أنه أمام عدم الاستقرار في الدراما السورية يبقى العمل السوري منتجاً فنياً ثقافياً هاماً، كما أن التراجع أو حتى المقاطعة هما في النهاية غيمة عابرة لن تلبث أن تتلاشى لتظهر شمس الدراما السورية التي لا يستطيع أحد أن يسلبها ما حققته على مدى تاريخها الحافل بالإنجازات.