تم العثور على أكثر من ستة آلاف قطعة أثرية في إطار مشروع التنقيب الذي تشرف عليه عالمة المصريات الإسبانية ميريام سيكو، في معبد تحتمس الثالث الجنائزي بمدينة الأقصر، منذ أن بدأت في عام 2008 أعمال الترميم التي ستستغرق أكثر من 20 عاما. وجاء هذا الإعلان خلال تقديم سيكو، التي تشرف مع رئيس قطاع المتاحف بمصر، عطية رضوان، على هذا المشروع الإسباني بالتعاون مع وزارة الآثار المصرية، خطوات التقدم التي تم إحرازها في أعمال التنقيب بمعبد أحد أهم الفراعنة المصريين والذي يعتبر بمثابة "نابليون المصري"، خلال الندوة الثالثة للآثار والتي عقدتها مؤسسة الثقافات الثلاثة الأربعاء في مدينة إشبيلية، جنوبي إسبانيا. وكان مشروع التنقيب والترميم في معبد تحتمس الثالث، على الضفة الغربية للأقصر، قد بدأ في عام 2008 نتيجة التعاون بين الوزارة المصرية وأكاديمية الفنون الجميلة بإشبيلية وتقوم بتمويله مؤسستان إسبانيتان وهما (ثيبسا) و(بوتين). وأكدت سيكو، التي تعمل في مصر منذ عام 2005 وتعيش فيها منذ 1998، أن "مصدر ارتياحها الأكبر" خلال سنوات عملها هو "رؤية أثر ما غير موجود وهو يبعث مجددا من تحت الرمال التي تغمره تماما". وقالت إن تحتمس الثالث "كان أحد الفراعنة الأكثر أهمية في مصر خلال الأسرة الثامنة عشرة"، مضيفة أنه "من المثير للدهشة ترك معبد شخصية هامة وعدم العمل به من قبل منذ ثلاثينيات القرن الماضي". وتسعى البعثة الإسبانية، التي يشارك فيها 130 عاملا محليا بالإضافة إلى أكثر من 30 متخصصا غالبيتهم إسبان بجانب مصريين ولبنانيين ويابانيين وكنديين، من خلال أعمال التنقيب والترميم إلى "الحصول على مزيد من المعلومات عن هذه الحقبة المصرية شديدة الأهمية". وأشارت عالمة المصريات الإسبانية إلى أن عدم العمل في المعبد كان "حظا جيدا، من جانب، لأن هناك الكثير من الأشياء اللازم البحث عنها واستعادتها"، فضلا عن رؤية "البنية المعمارية للمعبد وهي تظهر تدريجيا وتعود إلى الحياة". ورأت أنه "من الضروري تنظيم حملات طويلة"، مشيرة إلى أنه بفضل التمويل الذي يتلقونه، يعملون لمدة ثلاثة أشهر سنويا و"بدأوا أيضا في أعمال الحفاظ على القطع الأثرية وترميمها". وأوضحت العالمة الإسبانية أن البعثة "في حاجة إلى مزيد من الأموال والعمل بحد أدنى لمدة عشرين عاما لإمكانية التنقيب عن المعبد بالكامل وتوثيقه وترميمه". أندلس برس+وكالات