عادت الأجواء إلى طبيعتها في مراكش، عقب الاعتداء الإرهابي الذي حصل في مقهى "أركانة" بساحة جامع لفنا يوم الخميس، وأدى إلى مقتل 17 شخصا وجرح 22 آخرين. وقد استأنف التجار والحرفيون عملهم يوم الجمعة، سواء في ساحة جامع لفنا أو بالقرب من مكان الانفجار الإرهابي، بحيث توافد الزوار والسياح على المكان اليوم، وظهر العديد من الناس يتجولون في الساحة، كأن شيئا لم يقع، وعادت الحياة من جديد الى طبيعتها قبل الاعتداء. وعبر التجار عن ثقتهم في الدولة والأمن في معرفة ملابسات الحادث والقبض على الفاعلين، والجهة المدبرة ، وقال البعض منهم أن التجارة عادت وان مراكش لن تقف بسبب الاعتداء بل سيواصل الناس والمواطنين عملهم، ولن تتأثر مراكش في المجال السياحي بهذا الحدث حيث أكد ، المدير الجهوي للسياحة في مراكش أن لحدود اليوم لم يسجل أي مغادرة للغرف في الفنادق أو في مطار مراكش المنارة من قبل السياح المتوافدين على المدينة. وقال سياح أجانب في مراكش، أن هذا الحادث لن يوقف زياراتهم الى المغرب ومراكش، وأن السياح يحبون مراكش ولا يمكن ان يتخوف أحد من الاستقرار أو زيارة المدينة الحمراء، مؤكدين أن المغاربة، ليسوا ناس رافضين للجنس الأخر، بل متعايشون مع كل الأجناس، ومراكش مدينة لكل الجنسيات، والثقافات الاجنبية التي انسجمت مع الثقافة والتقاليد المغربية. هذا وأدانت جمعيات للمجتمع المدني الحادث الإرهابي، مستنكرة ما وقع وأن لا صلة له بالمغاربة الأحرار وبكون المغرب بلد سلم وأمان، ودعت الفعاليات الجمعوية المراكشيين والمغاربة إلى مواجهة الإرهاب والمجرمين بحزم والوقوف أمام كل من يريد المس باستقرار الوطن. كما استنكرت شخصيات سياسية في الأحزاب الوطني اعتداء مدينة مراكش، حيث عبر نبيل بن عبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية عن ا سفه لما حصل للأبرياء، والضحايا، وأن ما وقع لن يثني المغرب عن المسار الديمقراطي الحداثي الذي يسير عليه، وأن استهداف المغرب يقوي الجبهة الداخلية للمغاربة للوقوف ضد الإجرام والإرهاب الذي يظل مرفوضا في المجتمع بكل مكوناته . أما عبد الاله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية فقد صرح أن الاعتداء عمل إجرامي، والغرض منه استهداف الوطن، وإيقاف مسلسل الإصلاحات السياسية التي سيواصلها المغرب رغم كل الظروف، وقال بنكيران في تصريح صحافي، إنه "لا يمكن لحزب العدالة والتنمية أو لأي حزب آخر إلا موقف واحد وهو الإدانة المطلقة، لأن أي عمل يمس أمن المواطنين أو الزوار والسياح أو استقرار الوطن أو أي شيء يضر بالشأن العام وبالمواطن في رزقه وفي حريته وفي أمنه فهو عمل إجرامي مدان من طرف الجميع ويجب الوقوف في وجهه وفي وجه مدبريه بكامل ما أتانا الله من قوة". وأدان أمين حزب الاستقلال بدوره هذا الحادث الارهابي. وأدانت عدة أحزاب سياسية أخرى ما حصل في مراكش من عمل إرهابي، مراده المس باستقرار الوطن والمواطنين وضرب السياحة في المغرب. المصدر : أندلس برس