تناغما مع موقفها الواضح بشأن الثورة الليبية، قررت الحكومة الإسبانية الأربعاء تجميد مشروع سياحي عملاق كان الزعيم الليبي معمر القذافي ينوي إنشاءه بمنطقة كوستا ديل سول السياحية الساحلية، بجنوب إسبانيا، ويتضمن نحو ألفي مبنى وملعب للغولف وقصر للمؤتمرات. وقالت مصادر بوزارة الخارجية إن حكومة رئيس الوزراء الإسباني خوسي لويس رودريغث ثاباتيرو اتخذت القرار بناء على العقوبات التي تبناها كل من مجلس الأمن الدولي والإتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي ضد النظام الليبي، والتي تتضمن تجميد أرصدة وممتلكات للقذافي وأفراد عائلته ومساعديه المقربين. وأشارت المصادر إلى أن الهدف من تجميد المشروع، الواقع بمنطقة بينافيس، بين مناطق ماربيا واستيبونا ووروندا السياحية، هو تجنب استخدامه فيما بعد من قبل القذافي والمقربين منه بشكل يدر عليهم ربحا بشكل أو بأخر. وتعكف مدريد، بالتعاون مع حكومة إقليم الأندلس، على البحث فيما إذا كان القذافي أو أحد أفراد عائلته يمتلكون مبان أو مشروعات أخرى في كوستا ديل سول، أو أي أرصدة في إسبانيا، والتي سوف تتم تجميدها على الفور، بحسب نفس المصادر. ومن المنتظر أن تصدر اليوم المفوضية الأوروبية القرار التنفيذي حول كيفية تطبيق العقوبات التي تبناها الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي، والتي تتضمن تجميد أرصدة القذافي و25 من أفراد عائلته ومعاونيه المقربين، ومنع منحهم تأشيرات سفر لدول الاتحاد، بالإضافة لفرض حظر على تصدير الأسلحة لليبيا. يذكر أن آخر مرة سافر فيها القذافي لإقليم الأندلس الإسباني كانت في ديسمبر 2007 عندما قام بزيارة لمدينة مالقة.