في موقف يمكن أن يوصف بالشجاع والرائد على المستوى الأوروبي، صرحت وزيرة الخارجية الإسبانية ترينيداد خيمينث اليوم الأربعاء، بأن العقيد الليبي معمر القذافي "فقد شرعيته ولا يمكنه الاستمرار في منصبه بعد أن قرر قصف مواطنيه" الذين تظاهروا للمطالبة بسقوط نظامه. وفي تصريحات لوسائل الإعلام من مقر البرلمان الإسباني، أوضحت خيمينث أن إسبانيا سترسل طائرة إلى ليبيا لإجلاء رعاياها من هناك. وأضافت أن حكومة إسبانيا "تتابع بقلق الأحداث التي تشهدها ليبيا في الوقت الراهن"، بعد أن رفض القذافي في كلمة ألقاها الثلاثاء فكرة التخلي عن السلطة استجابة للاحتجاجات الشعبية التي تشهدها بلاده، مؤكدا في الوقت ذاته على أنه "ليس رئيسا" حتى يتنحى، داعيا إلى زحف مليوني لتطهير البلاد "شبرا شبرا". في تعليق سابق على على الثورة التي تجتاح ليبيا وتطالب بسقوط نظام أقدم دكتاتور على وجه البسيطة، قالت وزيرة الخارجية الإسبانية ترينيداد خيمينيث أمس أن دعم المجتمع الدولي لليبيين سيسمح "بأن يتصدع النظام من الداخل". وفي تصريحات أدلت بها اليوم، أوضحت الوزيرة أن إسبانيا، على غرار الاتحاد الأوروبي، أدانت "من اللحظة الأولى" استخدام العنف ضد المواطنين الذين يتظاهرون بشكل "سلمي" في البلاد. وأشارت الوزيرة أن المواطنين عندما يبدؤون عملية التغييرات: "سيشعرون بدعم المجتمع الدولي، وهذا سيسمح بالتالي بأن يتصدع النظام من الداخل، وسيسمح بانطلاق عملية التغيير من الداخل". وأضافت أن مسئولا من السفارة الإسبانية في ليبيا متواجد في مطار طرابلس لمساعدة الإسبان "الذين يصلون بطرقهم الخاصة، ويحتاجون دعما كي يتمكنوا من العودة" إلى بلادهم. وكانت السلطات الإسبانية قد أوصت الاثنين "بشكل رسمي" بعدم السفر إلى ليبيا، مطالبا الإسبان المتواجدين في ليبيا بالعودة، بينما يتم استعادة الهدوء. وشددت الوزيرة على أن المجتمع الدولي لا يستطيع "فرض تغييرات من الخارج" على أي دولة، في الوقت الذي رفضت فيه الانتقادات التي تعرض لها الاتحاد بسبب العلاقات التي تربط دوله بنظام معمر القذافي.