شدد جل المتدخلين في اليوم الثاني من أشغال الملتقى الفكري المنظم من قبل المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة بتعاون مع اتحاد المراكز الثقافية والإسلامية في كطالونيا أيام 17 و 18 و 19 ديسمبر 2010 حول "الإسلام والقيم الأوروبية"،على ضرورة الوحدة في المجتمعات الغربية بين جميع المواطنين بمختلف معتقاداتهم وأفكارهم بما في ذلك المسلمون، وتفادي النزعات العدائية ضد الإسلام في الغرب، وكذا للغرب في صفوف المواطنين المسلمين. وفي هذا الإطار، أوضح الطاهر التوجكاني، رئيس المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، على الحرص على الانفتاح على التجارب الفكرية الغربية بغية الاستفادة منها، وضرورة الاستعانة بالخبراء لمناقشة القضايا الفكرية الكبرى التي تهم المسلمين في بلاد الغرب، علاوة على التفكير في تجليات الوجود الإسلامي في أوروبا، مع ضرورة مراعاة مقتضيات العيش في المجتمعات التي ينتمون إليها، والاستجابة لثقافة التعايش والاندماج، والتي تعتبر من صميم النظرة الإسلامية للتعامل مع الآخر. ومن جهة أخرى، أكد السيد فلورسانيا، مدير المعهد الأوروبي المتوسطي على ضرورة تشجيع الحوار بين شعوب المتوسط، وفي هذا السياق، أبرز دور المغرب كمثال للإسلام المتعايش والحديث، في مسعى إلى جعل المنطقة المتوسطية للسلم والتعايش. أما ممثلة بلدية برشلونة، كاطي كاريراس، فقد أكدت على أن ضمان ممارسة الحقوق الدينية أمر أساسي بالنسبة لمدينة برشلونة، على اعتبار أن الإسلام هو الديانة الثانية بعد الكاثوليكية في كطالونيا، وأن السياسة العمومية للمدينة في هذا الباب تركز على ضمان أحسن الممارسات لهذا التعايش، وضرورة احترام خصوصيات كل الحضارات. هذا قد شدد جل المتدخلين في عروضهم على أن احترام الحرية الدينية مبدأ تنص عليه كل الدساتنير في بلدان الاستقبال، غير أن الممارسة تشوبها مجموعة من الممارسات المخلة بهذا المبدأ. هذا وسجلت أندلس برس تذمر بعض المشاركين الفاعلين، أعضاء في المجلس من حجم تغطية وسائل الإعلام المغربية لهذا الملتقى، والتي لا تليق بالحجم الكبير لهذا الملتقى الذي يجمع أهم الأخصائيين الأوروبيين والمغاربة لمناقشة قضايا فكرية أساسية لمستقبل المسلمين في أوروبا.