قابلت وسائل الإعلام الإسباني "ببرود إعلامي" مسيرة الدارالبيضاء ليوم أمس الأحد، فقد أوردت أبرز الصحف الخبر عبر إيراد مباشر أو بتصرف لقصاصة وكالة الأنباء الرسمية "إفي" التي تحدثت عن "مئات الآلاف من المتظاهرين"، بينما تحدثت الصحيفة المجانية "كي" عن "مئات المتظاهرين" فقط!! بينما لم تورد النشرات الصباحية للتلفزيون العمومي الإسباني أية إشارة إلى المسيرة. غير أن اللافت في المعالجة هو الإيحاءات المستمرة في تغطية الصحيفة اليمينية "أ.ب.ث." إلى أن الدولة المغربية هي التي قامت بتنظيم المسيرة في مقال بعنوان "المغرب يعبئ الشعب للتظاهر ضد الحزب الشعبي"، وفي نفس الاتجاه، قرأت الصحيفة مشاركة الوزير الأول، متجاهلة صفته الحزبية، مستغربة من أن تقوم "حكومة بلد ما بتنظيم مسيرة ضد الحزب المعارض في البلد الجار". هذا وقد شارك ثلاثة ملايين شخص في المسيرة الشعبية الحاشدة المنظمة اليوم الأحد بالدارالبيضاء حسب المنظمين، ومليونين ونصف المليون شخص حسب السلطات المحلية. وكانت كافة الشرائح المغربية قد هبت من مختلف الأطياف السياسية والنقابية ومن كل جهات المملكة، اليوم الأحد بالدارالبيضاء ، للتعبير عن "تنديدهم ووقوفهم في وجه كل المحاولات المغرضة للمساس بالوحدة الترابية للبلاد من قبل بعض الدوائر السياسية والإعلامية الإسبانية". واحتشد مئات الآلاف على طول شارع محمد السادس حاملين صور الملك محمد السادس والأعلام الوطنية، ورافعين شعارات تدافع عن الوحدة الترابية للمملكة وسيادتها. كما اصطف ممثلون عن أحزاب سياسية ومركزيات نقابية ومنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان وفاعلون جمعويون وفنانون ورياضيون إلى جانب مئات الآلاف من المواطنين الذين قدموا من كل جهات المغرب، ليعبروا عن "إدانتهم القوية وتصديهم للمواقف العدائية لبعض الأوساط الإسبانية وفي مقدمتها الحزب الشعبي الإسباني ضد المصالح العليا للمملكة". ورفع المشاركون شعارات تقول "الشعب المغربي والإسباني يدا في يد" و"لا للمواقف العدائية للحزب الشعبي الإسباني المناهضة لمصالح إسبانيا والمغرب".