خرج مئات الآلاف من المواطنين المغاربة اليوم الأحد - ثلاثة ملايين حسب المنظمين ومليونين ونصف المليون شخص حسب السلطات – في مسيرة شعبية بشوارع مدينة الدارالبيضاء للتنديد بما سماه المنظمون "المحاولات المغرضة للمساس بالوحدة الترابية للبلاد من قبل بعض الدوائر السياسية والإعلامية الإسبانية". واحتشد المتظاهرون على طول شارع محمد السادس في أكبر مسيرة يشهدها المغرب منذ سنوات، للتعبير عن غضبهم إثر تصويت البرلمان الأوروبي لصالح مقترح تقدم به الحزب الشعبي الإسباني للمطالبة بفتح تحقيق في أحداث العيون وهو القرار الذي اعتبره العديد من المراقبين بمثابة صفعة للدبلوماسية المغربية، حيث أن أحداث العنف التي شهدتها المدينة في 8 نوفمبر أدت إلى مقتل 11 من قوات الأمن مقابل مواطنين فقط من أصل صحراوي ولم تطلق فيها أية رصاصة. وعرفت هذه المسيرة مشاركة ممثلين عن جميع الأحزاب سياسية والمركزيات النقابية ومنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان وعدد كبير من منظمات المجتمع المدني وكذا العديد من الأطر الجمعوية القاطنة بالخارج. وركز المتظاهرون في شعاراتهم على التنديد بالحزب الشعبي الإسباني المعارض لمواقفه المعادية للمغرب، بالرغم من أن كل الأحزاب السياسية الإسبانية وبدون استثناء تساند جبهة البوليساريو الانفصالية. كما ندد المشاركون في هذه المسيرة الضخمة بتحيز الإعلام الإسباني ودعمه لكل المبادرات المناوئة للمواقف المغربية في نزاع الصحراء، خاصة بعد استعماله لصور لأطفال غزة جرحوا في قصف إسرائيلي سنة 2006 ونسبها لأحداث العيون الأخيرة كما كانت قد كشفت عن ذلك أندلس برس.