دعا العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس إلى المضي قدما جنبا إلى جنب مع المغرب لتجسيد علاقة جديدة ومتينة بين البلدين، مطالبا، الرباطومدريد بالعمل من أجل علاقات جديدة ومتينة خاصة بالقرن الواحد والعشرين وتجاوز الأزمة الحالية. وجاءت دعوة العاهل الإسباني خلال خطاب ألقاه يوم الاثنين في قاعة العرش بالقصر الملكي بمدريد في حفل الاستقبال التقليدي للسلك الدبلوماسي المعتمد في إسبانيا وحضره رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، ووزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون خوسيه مانويل ألباريس. وشدد الملك على أن "العلاقات مع المغرب العربي تكتسي طابعا استراتيجيا لإسبانيا" بسبب المشترك بين الطرفين نظرا للقرب الجغرافي "وكثافة وتعدد الروابط بين ضفتي مضيق جبل طارق". وتابع قائلا إن إسبانيا تسعى باستمرار نحو إنشاء وتعزيز فضاء للاستقرار والرفاهية في شمال أفريقيا، وذلك في إشارة وفق المراقبين للتوتر بين المغرب والجزائر. وشدد مجددا على رؤية بلاده للمنطقة، مشيرا إلى أن "عملنا يقوم على روابط الاحترام للصداقة والتعاون التي نرغب في الاحتفاظ بها لمجموع المنطقة الأورو- المتوسطية". وهذه أول مرة يتحدث فيها ملك إسبانيا عن العلاقات مع المغرب منذ اندلاع الأزمة في مايو الماضي، وهو بهذا يرد على خطاب نظيره المغربي الملك محمد السادس الذي طالب في أغسطس/آب الماضي بعلاقات تقوم على الاحترام بين البلدين. وشهدت العلاقات بين البلدين توترا انفجر خلال مايو الماضي عندما عارضت مدريد اعتراف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بسيادة المغرب على الصحراء، ثم استقبلت زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي بشكل سري للعلاج من كوفيد-19. وسحب المغرب سفيرته ولم تعد حتى الآن.