علمت "أندلس برس" اليوم الاثنين أن المصور-الصحفي الفلسطيني حاتم عمر صاحب صورة أطفال غزة ضحايا العدوان الإسرائيلي لعام 2006 والتي تم استعمالها من طرف بعض وسائل الإعلام الإسبانية، خاصة وكالة الأنباء الرسمية إيفي، في حربها الإعلامية على المغرب، إثر أحداث العيون الدامية ليوم 8 نوفمبر، قرر متابعة وسائل الإعلام هذه أمام القضاء. وفي اتصال هاتفي مع الجريدة أكد المصور الفلسطيني، والذي يشتغل من قطاع غزة، أنه اكتشف "عملية التزوير والتلفيق" التي قامت بها وسائل الإعلام الإسبانية من خلال بعض المنابر الإعلامية العربية والتي كانت قد نقلت الخبر عن "أندلس برس" بعد نشرها لهذا التزوير الإعلامي الفادح يوم 12 نوفمبر. وعبر المصور-الصحفي حاتم عمر، والذي يتعاون مع العديد من المنابر الإعلامية الفلسطينية والدولية، عن امتعاضه من "استعمال صور لأطفال ضحايا العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لتشويه صورة الإخوة المغاربة"، ورفضه لاستغلال "آلام الشعب الفلسطيني" لخدمة مصالح لا علاقة لها مع القضية الفلسطينية العادلة. كما أشار إلى أنه قام بالاتصال بعدة هيئات للدفاع عن الصحفيين وعن حقوق الملكية الفكرية للتنديد بهذا "التزوير الفادح والسطو على ملكية الغير" التي قامت بها بعض وسائل الإعلام الإسبانية التي قرر متابعتها أمام القضاء. وذكر حاتم عمر أن الصورة التي نسبتها بعض وسائل الإعلام الإسبانية إلى "أطفال صحراويين ضحايا القمع المغربي في الصحراء الغربية" تم التقاطها بأحد مستشفيات خانيونس جنوب قطاع غزة في عام 2006، بعيد هجوم صاروخي إسرائيلي على أحد المنازل بالقطاع أدى إلى مقتل عدد من الأطفال وجرح عدد آخر. ويذكر أن أندلس برس عاينت تلفيقا وتزويرا فادحا للحقائق من قبل الصحافة الإسبانية التي عمدت إلى نشر صورة على صفحاتها الأولى يوم 12 نوفمبر لأطفال صغار مصابين بجروح في الرأس يتلقون العلاج في أحد المستشفيات، قالت إنهم لضحايا "قمع الأمن المغربي"، غير أنه ثبت أن هذه الصورة هي لأطفال غزة ضحايا العدوان الإسرائيلي لسنة 2006. وهذه الصورة موجودة ضمن شريط للصور حول أحداث العيون في صحيفة "إلباييس" تحت عنوان "أطباء يسعفون عدة أطفال صحراويين جرحى"، كما أن صحيفة "إلموندو، الثانية من حيث الانتشار في البلاد نشرت نفس الصورة، ووضعت أن مصدرها وكالة الأنباء الإسبانية الرسمية "إفي" . هذا وكانت مسؤولة قسم التصوير في وكالة الأنباء الرسمية الإسبانية "إفي"، روساريو بونس، قد أكد في اتصال مع أندلس برس أن ذات الهيئة الإعلامية الرسمية لا تتوفر على أي مصور في مدينة العيون، وأنها قامت بتغطية الأحداث الأخيرة في مدينة العيون على مستوى الصور بتحميل مواد من بعض المواقع الإلكترونية والمدونات الشخصية لما سمتهم "نشطاء صحراويين"، وذلك بخصوص صورة نشرتها كبريات الصحف الإسبانية على صفحاتها الأولى لنهار اليوم لأطفال صغار مصابين بجروح في الرأس يتلقون العلاج في أحد المستشفيات، قالت إنهم لضحايا "قمع الأمن المغربي"، غير أنه ثبت أن هذه الصورة هي لأطفال غزة ضحايا العدوان الإسرائيلي لسنة 2006. وقد اعتذرت الوكالة فيما بعد لزبنائها عن هذا "الخطأ المهني" كما قامت جريدتا إلباييس وإلموندو بنفس الشيء. تجدر الإشارة إلى أن العديد من الصحف الإلكترونية مثل "إيل سيمنال ديخيتال" وصحف مجانية مثل "كي" قد عرضت نفس الصورة، وذلك في تضليل إعلامي مكشوف، يمكن تفهمه في حالة الناشطين، لكن لا يمكن فعل ذلك بأي حال من الأحوال بالنسبة لصحيفة من عيار "الباييس" أو "إلموندو" والإمكانات البشرية والمادية الهائلة التي لديها والمهنية المفترضة في طواقم إدارتها.